تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : اسم الله المقدم 2


ملكة الحنان
04-19-2023, 09:59 AM
اسم الله المقدم 2



بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين اللهم أخرجنا من ظلمات الجهل والوهم إلى أنوار المعرفة والعلم ، ومن وحول الشهوات إلى جنات القربات .
من أسماء الله الحسنى : ( المقدم ) :
أيها الأخوة الكرام ، لا زلنا في اسم " المقدم " .
الإنسان مسير ومخير في وقت واحد :
كلكم يعلم أن الإنسان مسير ومخير في وقت معاً ، مسير في أمه وأبيه ، مسير في كونه ذكراً أو أنثى ، مسير في مكان ولادته ، مسير في زمان ولادته ، مسير في قدراته ، في شكله ، في قوامه ، في قدراته العامة ، لكن العلماء أجمعوا على أن هذا الذي سُير في الإنسان لصالحه ، وليس في الإمكان أبدع مما كان ، أو ليس في إمكاني أبدع مما أعطاني .
هذا " المقدم " الكوني ، قدمك بالوسامة، قدمك بالذكاء ،قدمك بالفصاحة، قدمك بالقدرات العامة، هو " المقدم " لحكمة بالغةٍ بالغة حينما تكشف يذوب الإنسان شكراً لله على ما أقامه .
انطلاقاً من مقولة رائعة قالها ابن عطاء الله السكندري : ربما أعطاك فمنعك وربما منعك فأعطاك ، وإذا كشف لك الحكمة في المنع عاد المنع عين العطاء .
فأنت تتمتع بخصائص ، بأشياء أنت فيها مقدم ، من الذي قدمك ؟ " المقدم " في أشياء أنت فيها متأخر من الذي أخرك ؟ ولدت من أسرة فقيرة ، دخلك محدود ، هناك طفل ولد من أسرة غنية جداً دخله غير محدود .
فالله عز وجل مقدم ومؤخر ، قدمك في مجالات ، وأخرك في مجالات لحكمة بالغةٍ عرفها من عرفها وجهلها من جهلها .
توزيع الحظوظ في الدنيا توزيع ابتلاء وفي الآخرة توزيع جزاء :
الآن نستنبط أن الحظوظ حظ المال ، حظ الذكاء ، حظ الوسامة ، حظ القدرات العامة العالية ، أن الحظوظ موزعة في الدنيا توزيع ابتلاء .

" انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " [الإسراء:21] .
وسوف توزع في الآخرة توزيع جزاء ، لذلك : " إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ "[الواقعة:1-3] الأشياء التي تقدمت بها قدمك بها " المقدم " والأشياء التي تأخرت بها أخرك بها " المقدم " لصالحك .
فلذلك الكلمة الوحيدة التي يوم القيامة لجميع الخلائق:" وَآَخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ "[يونس:10] .

المقدم اسم يتعلق بالتربية :
أيها الأخوة ، الآن نستنبط أن " المقدم " اسم يتعلق بالتربية ، هو يربينا ، يعطينا ما يناسبنا ، يكافئنا على أعمالنا الصالحة فيقدمنا ، ويعاقبنا أحياناً على الأعمال التي ليست صالحة فيؤخرنا ، فالله " المقدم " أي شيء تفوقت فيه الفضل لله عز وجل ، أي شيء لمعت فيه الفضل لله عز وجل ، أي شيء حققت فيه نجاحاً لفضل لله عز وجل لأنه " المقدم " .
لكن كما قلنا هناك تقديم شرعي ، مثلاً : " عدل ساعة خير من عبادة ستين سنة " [رواه الأصبهاني بسند ضعيف عن أبي هريرة] قدم العدل .
" تفكر ساعة خير من عبادة سنة " [تفسير القرطبي عن أبي هريرة] .
" لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ " [القدر:3] .
يوم عرفة أفضل الأيام إطلاقاً ، كما أن ليلة القدر أفضل الليالي إطلاقاً ، الصف الأول عند الله مقدم ، برّ الوالدين مقدم ، إغاثة الملهوف مقدم ، إحقاق الحق مقدم ، التحلي بالخلق الحسن هذا في الدرجة الأولى ، الإيمان هو الخلق فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الإيمان .
الأوقات بعضها مقدم .

" ولو يعلمون ما في العَتَمة والصبح لأتوهما ولو حَبْوا " [البخاري ومسلم] .
الزوج الصالح مقدم على الزوج غير الصالح ، أنت من خلال القرآن والسنة تكتشف الذي قدمه الله تشريعاً ، قدم تكويناً ، وقدم تشريعاً ، الذي قدمك فيه تكويناً هذا فضل الله عليك ، والذي أخره عنك تأخيراً هذه تربية حكيمة ينبغي أن تشكر الله عليها ، والذي قدمه تشريعاً بادر إليه .
إذاً " المقدم " متعلق بالمربي ، هو يربينا ، الحمد لله رب العالمين ، يربينا بالحوادث ، يربينا بالقرآن ، يربينا بالعلماء ، يربينا أحياناً بالرؤى ، إنسان صالح على وشك أن يقترف عملاً سيئاً ، يرى رؤيا فيها تحذير .
أية آية موجهة إلى النبي الكريم موجهة أيضاً للمؤمن بحسب إيمانه واستقامته وإخلاصه :
إذا قال الله عز وجل لسيد الخلق ، وحبيب الحق : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " [الشرح:4] .
النبي مقدم " سَلُوا الله ليَ الوَسِيلةَ ، قالوا : يا رسولَ الله ، وما الوسيلةُ ؟ قال : أعلى درجة في الجنة ، لا ينالُها إِلا رجل واحد ، أرجو أن أكونَ [ أنا ] هو "[الترمذي] النبي مقدم ، قال الله له : " وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ " العلماء قالوا : أية آية موجهة إلى النبي صلى الله عليه وسلم هي موجهة أيضاً للمؤمن بحسب إيمانه ، واستقامته ، وإخلاصه .
وأنت أيها المؤمن حينما تخطب ود الله ، حينما تقف عند الحلال والحرام ، حينما يكون خيرك لعباد الله ، حينما ترحم الناس ، حينما تنصفهم ، حينما تنصحهم ، يرفع الله لك ذكرك ، ويعلي قدرك .
إذا قال الله عز وجل يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام : " فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا "[الطور:48] ولكل مؤمن من هذه الآية نصيب على قدر إيمانه ، واستقامته ، وإخلاصه .
إذاً جميع الآيات التي وجهت لسيد الكائنات هي موجهة لكل مؤمن بنصيبه من إيمانه واستقامته وعمله الصالح .
وراء كل محنة منحة من الله عز وجل :
الآن أخرك ، أرسل لك محنة ، يجب أن تعتقد اعتقاداً جازماً أن كل محنة وراءها منحة من الله .
" إن هذا الدنيا دار التواء لا دار استواء ، ومنزل ترح لا منزل فرح ، فمن عرفها لم يفرح لرخاء ـ لأنه مؤقت ـ ولم يحزن لشقاء ـ لأنه مؤقت ـ قد جعلها الله دار بلوى ، وجعل الآخرة دار عقبى ، فجعل بلاء الدنيا لعطاء الآخرة سببا ، وجعل عطاء الآخرة من بلوى الدنيا عوضا فيأخذ ليعطي ، ويبتلي ليجزي " [الديلمي عن ابن عمر] فكل محنة تصيب المؤمن وراءها منحة من الله ، من أجل أن تتفاءل ، من أجل أن تثق بالله عز وجل .
" وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ " [آل عمران:139] .
" قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا " [التوبة:51] لا علينا .
من استقام على أمر الله قدمه وأعلى قدره ورفع شأنه :
مثلاً : " أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ " [الجاثية:21] حينما تستقيم على أمر الله تقدم ، الله يقدمك ، ويعلي قدرك ، ويرفع شأنك ويحفظك ، ويرعاك ، يؤيدك ، ينصرك .
" أَفَمَنْ كَانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كَانَ فَاسِقاً لَا يَسْتَوُونَ " [السجدة:18] يقدم المؤمن ، ويؤخر الفاسق .
" أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ (35) مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ " (http://quran.ksu.edu.sa/tafseer/katheer/sura68-aya36.html) [القلم:35-36] يقدم المسلم ، ويؤخر المجرم .
" أَفَمَنْ وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لَاقِيهِ كَمَنْ مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " [القصص:61] الذي وعدناه وعداً حسناً يقدمه في الآخرة ، والذي " مَتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا " يؤخره في الآخرة ، من أمن الله في الدنيا أخافه يوم القيامة ، ومن خافه في الدنيا أمنه يوم القيامة .
عدم استواء المنضبط مع المتفلت والمستقيم مع المنحرف :
الآن قدم الله الذين يعلمون على الذين لا يعلمون ، كيف ؟ " يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ " [المجادلة:11] .
" هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ " [الزمر:9] قدم الذين يعلمون وأخر الذين لا يعلمون ، هل يستوي المستقيم مع المنحرف ؟ مستحيل ، الصادق مع الكاذب ؟ مستحيل ، المنضبط مع المتفلت ؟ مستحيل ، المنصف مع الجاحد ؟ مستحيل " مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ " .
من اتقى الله هابه كل شيء :
أيها الأخوة ، اسم " المقدم " اسم عظيم ، كل شيء قدمك الله فيه ، الفضل لله أولاً ومكافأة لك على استقامتك ، وعلى إحسانك .
الآن عندنا حالة جديدة يكون شاب بأسرة مستقيم ، منضبط ، يطبق منهج الله ، الله عز وجل يضفي عليه هيبة ، ومكانة ، أحياناً الأب يتقرب منه ، الأم تتقرب منه ، أخوته البنات يهابونه هيبة كثيرة ، أحياناً الأسرة تمتنع عن بعض الأعمال أمامه، مع أنه شاب في الأسرة ، أحياناً يكون موظف في دائرة مستقيم ، الكل يتقرب إليه ، حتى المدير العام يعتني به ، يستقبله ، يرحب به ، يثني عليه ، المستقيم بأية مرتبة كانت يقدمه الله .
مرة حدثني أخ ، له مدير عام غير منضبط إطلاقاً ، فسافر معه ، أراه من الانضباط مالا يوصف ، قال له : أنا أنضبط في هذا السفر من أجلك ، احتراماً .
فالإنسان إذا وصل إلى الله أضفى الله عليه ثوب الهيبة ، من اتقى الله هابه كل شيء ومن لم يتقِ الله أهابه الله من كل شيء ، الله يقدم ، يقدمك مكانة ، يقدمك هيبة ، يقدمك تألقاً ، يقدمك توفيقاً ، يقدمك تأييداً ، يقدمك حفظاً ، يقدمك نصراً ، هو " المقدم " .
مرة استمعت إلى كلمة قالها فيلسوف ألماني " تونبي " أنه : المسلم يتمتع بمكانة عالية ، وكنا نجلّه ونحترمه أشد الإجلال والاحترام ، لما استطعنا أن نجره إلينا على حساب دينه احتقرناه ، لأنه لم يعد يملك شيئاً يقدمه لنا ، عندما كان مستقيماً ، عندما كان متمسكاً بدينه احترمناه بالغ الاحترام ، فلما استطعنا أن نجره إلينا على حساب دينه وقيمه احتقرناه ، لأنه لم يعد يملك شيئاً يقدمه لنا ، عندما الإنسان يترك دينه سقط من عين الله ومن عين الناس ، كان مقدماً فأخره الله .
الله عز وجل قدم العارفين على الجاهلين ، يعني أنت أمام عشرات ، بل مئات بل ألوف القصص ، معظم هذه القصص تصلك من فصلها الأخير ، صدق لا معنى لها .
علاقته المستقيم بالله علاقة انضباط ومحبة وإخلاص فيقدمه الله عز وجل :
لذلك الله يقدم المستقيم ، ولو أن استقامته فيما بينه وبين الله ، تقول ما السبب في التوفيق الذي يتمتع فيه فلان ؟ ما السبب في هذا الإنجاز الضخم الذي أعطاه الله لفلان ؟ السبب علاقته بالله علاقة انضباط ، علاقة محبة ، علاقة إخلاص ، يقدمك الله عز وجل ، يقدم العالم على الجاهل ، يقدم المستقيم على المنحرف ، يقدم المنصف على الجاحد ، قدم العارفين على الجاهلين ، وفتح لهم أبواب اليقين .
والله مرة زرت عالماً في مدينة هو في السادسة والتسعين ، والله الذي لا إله إلا هو ما رأيت ملكاً على عرشه كهذا العالم ، بيت متواضع ، لكن حوله أخوة كرام يحبونه كثيراً ، يبدو أنه في قلوبهم جميعاً ، يبدو أنه قدم لهم خيراً كثيراً ، متواضع ، حياته بسيطة ، لكنه عرف الله .
أحياناً تأتيك مكانة لا من أسرتك ، ولا من منصبك ، ولا من مالك ، ولا من قوتك ، ولكن من محبة الله لك .
بالمناسبة هناك حقيقة دقيقة جداً : أن الله سبحانه وتعالى إذا أحب عبداً ألقى محبته في قلوب الخلق ، وهذا أكبر رأسمال يملكه الإنسان أن يثق الناس به، أن يحبه الناس، وإذا أبغض الله إنساناً ألقى بغضه في قلوب الخلق ، يكون ذكياً جداً ، ومع ذكائه مبغوض ، يملك أموالاً طائلة ومع غناه مبغوض .
ألسنة الخلق أقلام الحق :
فلذلك أيها الأخوة ، الله " المقدم " أحياناً يقدمك في قلوب الخلق ، لذلك قالوا : ألسنة الخلق أقلام الحق ، حتى إن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث فيه ملمح دقيق، حينما أثنى الناس على جنازة قال : " وجبت له الجنة " [مسلم] .
لأن ألسنة الخلق هي أقلام الحق ، يعني بصراحة المؤمن من لوازمه أن يعشقه الناس ، متواضع ، منصف ، رحيم ، عفو ، كريم ، يقدم شيئاً ثميناً للأمة يصبح محبوباً ، لا تصدق مؤمناً لا يحبه الناس ، لا تصدق مؤمناً ليس يتمتع بمكانة علية بين الناس ، لأنه خطب ود الله إذا كان الله معك فمن عليك .
قدم العلماء على الجهلاء ، وجعلهم نجوم الاهتداء ، قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم على كل الخلق ، وجعله حبيب الحق .
أدب سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
سيدنا عمر حينما تولى الخلافة ، وقف ليخطب ، فنزل درجة ، لم يقف في الدرجة التي كان يقف بها الصديق ، ثم قال : ما كان الله ليراني أن أرى نفسي في مقام أبي بكر ، من شدة أدبه ما أحبّ أن يقف على الدرجة التي وقف عليها أبو بكر ، وكان يقول : كنت خادم رسول الله ، وسيفه المسلول ، فكان يغمدني إذا شاء ، وتوفي وهو عني راضٍ الحمد لله على هذا كثيراً ، وأنا به أسعد ، انظر إلى الأدب ، ثم كنت خادم أبي بكر ، وسيفه المسلول ، فكان يغمدني إذا شاء والحمد لله على هذا كثيراً ، وأنا به أسعد ، أما وقد آلت الأمور إليّ ، فاعلموا أيها الناس أن تلك الشدة قد أُضعفت ، هو كان شديداً لكن مع واحد رحيم ، كالأم والأب تماماً الأب يقسو في الظاهر ، والأم تشفع لابنها .
الآن النبي الكريم انتقل ، والصديق انتقل ، قال : لقد آلت الأمور إليّ ، اعلموا أن هذه الشدة قد أُضعفت ، وإنما تكون على أهل المعصية والفجور ، أما أهل التقوى والإيمان فسأضع خدي ليطؤوه بأقدامهم ، كلام سيدنا عمر ، لكم عليّ أيها الناس خمس خصال خذوني بهن ( حاسبوني ) لكم عليّ ألا آخذ من أموالكم شيئاً إلا بحق ، أهم شيء المال ، وألا أنفقه إلا بحق ، ولكم عليّ ألا أجمركم في البعوث ( مسافر له زوجة ، له أولاد ، سنة بعيد عن أهله ) ولكم عليّ ألا أجمركم ، أي أجمدكم في البعوث ، وإذا غبتم في البعوث فأنا أبو العيال حتى ترجعوا ، ولكم عليّ أن أزيد عطاياكم إن شاء الله ، هذا عمر .
سيدنا عثمان ما نزل درجة ، لأن هناك حكمة بالغة ، سأل أحد خلفاء بني أمية وزيره لِمَ لم ينزل عثمان درجة ؟ قال له : أما والله لو فعلها لكنت في قعر بئر ، إذا كل خليفة نزل درجة ، ممكن أن تكون مرة واحدة .
وبعض الروايات سيدنا عثمان نزل وطلع ، نزل درجة أدباً ثم عاد إلى المرتبة التي هو فيها .
حجمك عند الله بحجم عملك الصالح :
على كلٍ : الله يقدم ، والله يؤخر ، لك حجم عند الله بحجم عملك الصالح ، اسأل نفسك كل يوم ماذا قدمت لله ؟ ماذا قدمت من عمل لا تبتغي به صنعة ، ولا مكانة ، ولا ثناء ولا تعويضاً ؟ عمل لوجه الله ، فمكانتك عند الله بقدر عملك الصالح والدليل ، دققوا : " وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا " [الأنعام:123] .
مكانتك عند الله بحجم عملك الصالح ، والله عز وجل قال : " وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ "[فاطر:10] الآن لا يمكن أن يستوي عند الله إنسانان متفاوتان في عملهما أبداً ، إذا كان عملك أصلح فمرتبتك أعلى ، إذا كان ورعك أكثر ، لِمَ المسلمين الآن بحال لا يحسدون عليه ؟ أقول لك كلمة موجزة جامعة مانعة : هان أمر الله عليهم فهانوا على الله .
على المؤمن أن يشتق من كمال الله كمالاً يتقرب به إليه :
الآن أنت مؤمن وينبغي أن تشتق من كمال الله كمالاً تتقرب به إليه ، أنت رئيس دائرة ، مدير مستشفى ، رئيس جامعة ، صاحب شركة ، عندك موظفون ، يجب أن تقدم وأن تؤخر ، لكن من تقدم ؟ هنا الآن الإنسان المؤمن يقدم بمقاييس موضوعية ، وغير المؤمن يقدم بمقاييس انتمائية ، والدول المتقدمة جداً والقوية جداً تقدم بمقاييس موضوعية ، والدول المتخلفة تقدم بمقاييس انتمائية .
شيء آخر وأخير : المؤمن من تواضعه لا يعتم على من حوله ، هناك أشخاص يعبدون ذواتهم ، يعتمون على كل من حولهم ، أما المؤمن يعترف بالآخر ، ويقدر الآخر ويثني على الآخر ، هذا من تواضعه ومن موضوعيته .
والحمد لله رب العالمين

شيخة الزين
04-19-2023, 01:19 PM
يعطيـك ـآلـعـآفيـهَ على جمَـآل طرحـكٌ..||~
د ـآم عطـآئكٌ ../..ورؤعـة تمَـيـزكٌ..~
وديٌ لــروحـكٌ ,,~

غصة حنين
04-19-2023, 09:00 PM
طرح معطر بروحانيات إيمانيه قيمه
جزاك الله خير
ورفع الله قدرك وجعله في ميزان حسناتك

ملكة الحنان
04-20-2023, 09:53 PM
غصة



يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي

الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

ملكة الحنان
04-20-2023, 09:53 PM
شيخة



يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي

الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

تراتيل عشق
04-28-2023, 05:14 AM
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك

ملكة الحنان
04-29-2023, 11:32 PM
تراتيل
يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي

الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل