♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪

♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪ (http://www.3-zf.com/vb/index.php)
-   ♫ıl الرسول و سيرة الصحابة ıl♫ (http://www.3-zf.com/vb/forumdisplay.php?f=3)
-   -   سليمان عليه السلام (خطبة) (http://www.3-zf.com/vb/showthread.php?t=11752)

ملكة الحنان 05-18-2023 07:17 AM

سليمان عليه السلام (خطبة)
 
سليمان عليه السلام


الحمد لله الذي أسبغ على عباده نِعَمَه ظاهرة وباطنة، وذكَّـرهم ذِكْرَ وشكر آلائه ونعمه؛ ليزداد عليهم فضله وإنعامه، وحذرهم من كُفْرِها؛ قال الله تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، أيَّد أولياءه بنصره، وأمرهم بالتفكر في آياته وآلائه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، ومن اقتفى أثره، واستنَّ بسنته إلى يوم القيامة؛ أما بعد:
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي وصية الله للأولين والآخرين: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

عبدٌ من عباد الله عَلَتْ هِمَّتُه، فسَمَتْ أهدافه، وجعل خدمة الدين والعمل له همَّه، ولا غرابة فقد نشأ في بيت دين وطاعة، فأبوه مَلِكٌ حَسَنُ التعبد لربه، فقراءة والده رمز حسن التلاوة، وعبادته أكمل عبادة؛ فأفضل الصلاة صلاته، وأفضل الصوم صومه؛ كما حكى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فما أعظم التربية! وما أجمل القدوة! جعلنا الله قدوات خير لذرياتنا، فعمِل الولد بالسبب، ورفع لربه الدعاء بالطلب، محسنًا ظنَّه بربه، فطلب العبد ربه، وتذلل له بعد أن علِم واسعَ رحمته وملكه، وهل يخذُل ربنا من لجأ إليه وأمَلَهُ؟ حاشا وكلا، لا يتعاظمه شيء في الأرض ولا في السماء؛ فهو واسع الجود والعطاء، فدعاه قائلًا: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]، الكرم الإلهي، والعطاء الرباني للرسول ابن الرسول؛ سليمان بن داود عليهما الصلاة السلام، فأتاه الله ملكًا لم يؤتِه أحدًا من العالمين.

فسخَّر له ما سخر من عباده من الجن والإنس والطير وسائر المخلوقات؛ قال تعالى: ﴿ وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ ﴾ [النمل: 17]، ﴿ فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ ﴾ [ص: 36]، فهذه القدوات ينبغي دراسة سيرهم وآثارهم، والاستفادة منهم، والاهتداء بهداهم؛ كما أمر الله تعالى: ﴿ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ﴾ [الأنعام: 90]، فمن أراد صلاح ولده ونفعه، فليبدأ بنفسه؛ ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

تأمل دعاء سليمان: ﴿ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لَا يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]، فعندما طلب سليمان من ربه، بدأ بالاستغفار المشعِر بعدم الاستحقاق، وإنما هو محضُ تفضُّلٍ من الله تعالى، وفيه انكسار وخضوع وتذلُّل، ثم أتى بما يريد، ثم ختم الدعاء بذكر اسم الله المناسب لمطلوبه؛ ﴿ إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ ﴾ [ص: 35]؛ فالدعاء أعظم العبادات والقُرُبات، فيا من له حاجة، استنَّ بسُنَّةِ أصحاب الرسالات؛ فهي الطريق لإجابة الدعوات.

وعندما مَلَكَ سليمان عليه السلام الملكَ لم تنتَهِ طموحاته وآماله، بل أتقن ملكه، وحافظ عليه؛ فالنجاح ليس له نهاية إلا الجنة، وإن الراحة في العطاء والعمل لا بالعجز والكسل، ثم تحدث بما أفاء الله عليه من النِّعَمِ؛ قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ ﴾ [النمل: 16]، فأولًا اعترف بالنعمة، ثم شكرها، وقال بعد ذلك بعدما رأى فضل الله عليه بمعرفة خطاب النمل: ﴿ حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ * فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 18، 19]، وهذا دأب الصالحين؛ كلما ازداد إنعام الله لهم، ازدادوا شكرًا له، وهذه علامة الفلاح، فإن رأيت من الله مزيدًا في الإنعام، فانظر إلى عملك، فإن ازددتَ بالشكر، فاحمَدِ الله، وإن رأيت ازدياد الإنعام عليك مع غفلة قلبك وقلة عملك، فاحذر ثم احذر؛ فإنما هذا استدراج، نعوذ بالله من الخذلان.

عبدَالله، يا صاحب العقل والفكر، لِمَ تبسَّم سليمان من قول النملة؟ رأى سليمان صدق الانتماء، وتقدير البلاء، والتضحية للقوم والأصدقاء، وحسن الخطاب والاختصار، فلقد نادت وأمرت وعللت وعذرت: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ ﴾ [النمل: 18]، فما أحوجنا إلى الشعور بحاجات أمتنا، والنصيحة لها، والذب عنها، فهل نعتبر من قول النملة، فلما مر سليمان على وادي النمل، رأى مملكة عظيمة لأمة عظيمة، فاستفاد منها، وأخذ العِظَةَ من كلامها، وهكذا العظماء يستفيدون من كل لحظة من لحظات حياتهم.

فيا كل شريف في قومه ومسؤول، مهما عظمت منزلتك، فلا تتكبَّر على من تحت يدك، فربما كان وضيعَ القدر عندك، عزيزًا عند قومه وبنيه، فلا تحُطَّ من قدره، ولا تُعامِلْه بازدراء؛ فاحترام الناس وإنزالهم منازلهم لا يضع من قدرك، وما زاد الله عبدًا بالتواضع إلا رفعة، فتأمل ما بين ملك سليمان وملك النملة، وهكذا الناس.

وفي مشهد آخرَ من مشاهد ملكه العظيم يتفقَّد جنده، فيفقد هدهدًا صغيرًا، فيسأل عنه؛ قال تعالى: ﴿ وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ * لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ [النمل: 20، 21].

فيا من استرعاه الله رعيَّةً، تفقَّدْها؛ فسليمان عليه السلام تفقَّد هدهدًا من جيش عظيم، فكيف لا نتفقد ذرياتنا، ومن ولَّانا الله أمرهم في صلاتهم وأصدقائهم، ومشاهداتهم وتقويم سلوكهم؟ ولكن بلا تجسس، فتحسسوا ولا تتجسسوا، وهذا لا ينافي إعطاء الثقة؛ فلا إفراط، ولا تفريط، وإظهار الفرحة والاهتمام والاعتزاز بهم وبإنجازاتهم يزيد من التقارب بين الوالد وولده، أصلح الله لنا ولكم ذرياتكم، وأرانا فيهم ما يسُرُّ قلوبنا.

وفي تفقد سليمان عليه السلام للهدهد عبرة وعِظَة، فلما عزم على معاقبة الهدهد، وتعذيبه عذابًا شديدًا، استثنى في كلامه، وجعل لكلامه رجعة؛ بقوله: ﴿ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ ﴾ [النمل: 21]، فما أكمل هذا العقل والتدبير، والورع والإنصاف! فقد يكون للمتخلف عذر، فلا تحسُن معاقبته، فلا تستعجل إطلاق العقوبة، وقد لا تنفذها، ولما حضر الهدهد أخبر سليمان بالعذر؛ فقال: ﴿ أَحَطْتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ ﴾ [النمل: 22]، فالمربي الفاضل مَن يقبل العذر والحق، ولا يتكبر.

وفيه لطف من ألطاف الله؛ فالله جل جلاله مهما بلغ عبده من المجد والسؤدد، يظل علمه قاصرًا، فيريد الله إخبار سليمان ومن معه بعجزه وعدم علمه على يد طير صغير، حتى يعلم كل أحد أن كمال العلم والمعرفة للواحد الأحد جل جلاله، فما أحوجنا لمعرفة النقص الذي فينا! ومن خلاله نتعرف على كمال ربنا وخالقنا، فأخبر الهدهد سليمان عليه السلام بما رأى من أمرٍ تنفطر له القلوب السليمة، والعقيدة الصافية؛ رأى أناسًا يعبدون الشمس من دون الله، فأنكر وانزعج، فذهب لمن يقدر على تغييره، فأخبره لتبْرَأَ ذمته، ويتم إنقاذ تلك الأمة، ثم أخبر عن استغرابه وعجبه من عمل القوم، ولكن الشيطان زين لهم؛ قائلًا: ﴿ أَلَّا يَسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي يُخْرِجُ الْخَبْءَ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾ [النمل: 25].

فسبحان الله! فقد أوجد الله لكل أحد طريقة يتعرف بها عليه تبارك وتعالى، فما ذكر يناسب بيئة الهدهد؛ فالحَبُّ الذي يأكله مخبوء مختفٍ، ويدله ربه عليه؛ ليعيش في هذه الدنيا، وما أجمل وما أصدق قول القائل:
وفي كل شيء له آية https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif
تدل على أنه واحدُ! https://www.alukah.net/Images/alukah30/space.gif



أيها المبارك، يشترك كل الناس برؤية آية الله الكونية، وسماع الآية الشرعية، ولكن النظر والتفكر فيها يختلف، وبحسب اختلافها تكون المنزلة والدرجة والرفعة؛ فتأمل ذلك: ﴿ كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ص: 29].

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى، وصلى الله وسلم على النبي المصطفى؛ أما بعد عباد الله:
فقد دُعِيَتْ بلقيس للإسلام فأسلمت، وبعد ذلك أحداث وأحداث، وكما كان في حياة سليمان عظة وعبرة، وكذلك في موته عظة وعبرة، فكان عليه السلام على عادته يدير شؤون ملكه وجنده، يعملون بين يديه، أقام الله دليلًا واضحًا، وبرهانًا بيِّنًا على كذب ادعاء الجن علم الغيب؛ واستمِعْ للقرآن يصف الحدث، وما أبلغه من وصف: ﴿ فَلَمَّا قَضَيْنَا عَلَيْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ فَلَمَّا خَرَّ تَبَيَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ الْغَيْبَ مَا لَبِثُوا فِي الْعَذَابِ الْمُهِينِ ﴾ [سبأ: 14]!

فيا عباد الله، الموت نهاية كل حي في الدنيا، وبعده البعث والمعاد، فمهما بلغ الإنسان من مجد ورقيٍّ، فنهايته نهاية كل إنسان، فالحياة ظرف العمل ووقته، وما تعمله اليوم تجده غدًا، ذلك ذكرى للذاكرين، فاللهم أحسِنْ عاقبتنا في الأمور كلها، وأجِرْنا من خزيِ الدنيا وعذاب الآخرة.

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد

شيخة الزين 05-18-2023 10:41 AM






ألف شكر لك على هذا الطرح رائع والجميل
تسلم الانامل على الذوق الرفيع
و الابداع والتميز يعطيك الف عافية
ولا تحرمينا من ابداعاتك وتميزك المتواصل
فنحن بانتظار جديدك الرائع والجميــــــل
كوجودك المتواصل والجميل معنا
دمت ودام لنا تميزك
لروحك أكاليل الورد


مع تحياتي
انين الروح

https://upload.3dlat.com/uploads/13612773802.gif





غصة حنين 05-18-2023 09:02 PM

طرح معطر بروحانيات إيمانيه قيمه
جزاك الله خير
ورفع الله قدرك وجعله في ميزان حسناتك

تراتيل عشق 05-19-2023 01:03 AM

مَوْضُوٌعْ فِيٍ قَمّةْ الْرَوُعَهْ
لاَ عَدِمَنَا هَذَا الْتّمِيزْ وَ رَوْعَةْ الأخَتِيارْ
دُمتْ لَنَا وَدَامَ تَأَلُقَكْ الْدّائِمْ

ملكة الحنان 05-21-2023 10:06 AM

شيخة
يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي
الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

ملكة الحنان 05-21-2023 10:06 AM

غصة
يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي
الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

ملكة الحنان 05-21-2023 10:06 AM

تراتيل
يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي
الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل


الساعة الآن 03:11 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

vEhdaa 1.1 by rKo ©2009