♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪

♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪ (http://www.3-zf.com/vb/index.php)
-   ♫ıl إسلاميات عزف الحروف ıl♫ (http://www.3-zf.com/vb/forumdisplay.php?f=2)
-   -   البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر (http://www.3-zf.com/vb/showthread.php?t=10459)

ملكة الحنان 04-16-2023 12:17 AM

البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر
 
البشائر العشر لمن حافظ على صلاة الفجر



الحمد لله أمر بالصلاة ، ورتب على أدائها أعظم الثواب ، وتوعد من فرط فيها أليم العذاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم التواب ، شديد العقاب ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأواب ، شدد أمر الصلاة بالخطاب ، وبين ذلك لأولي الألباب ، فمن صلى فتحت له الأبواب ، ومن هجر وامتنع عانى الشدائد الصلاب ، وتوالت عليه أصناف العتاب ، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى أهل بيته الأحباب ، وأصحابه خير الأصحاب ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الحساب . . أما بعد :

فلقد اصطفى الله جل وعلا ولد إسماعيل من ذرية آدم ، واختار كنانة من ولد إسماعيل ، واختار قريشاً من كنانة ، واختار بني هاشم من قريش .

واصطفى محمداً صلى الله عليه وسلم من بني هاشم ، ليكون خير البرية وأزكى البشرية ، وخاتم الأنبياء والمرسلين ، وسيد الأولين والآخرين .

واصطفى الله جل وعلا جبريل عليه السلام ، ليكون الروح الأمين ، والمبلغ عن رب العالمين ، قال تعالى : { اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلاً وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ } [ الحج75 ] .

واصطفى الله سبحانه وتعالى دين الإسلام ليكون الدين عنده ، ولن يقبل من أحد ديناً سواه : { إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [ آل عمران19 ] .

وقال سبحانه : { وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ } [ آل عمران 85 ] .

واصطفى الله تعالى القرآن ليكون أفضل كتبه وأكملها ، والمهيمن عليها : { وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ } [ المائدة48 ] .

وهكذا يصطفي الله تعالى ما يشاء ، لحكم يعلمها سبحانه .

وأما في دين الإسلام فقد فضلت الصلاة على سائر العبادات إلا التوحيد ، واصطفاها الله تعالى لتكون الفيصل بين الإيمان والكفر ، عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصَّلاَةِ " [ رواه مسلم ] ، وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ " [ رواه الترمذي وغيره ] .

ولذا فلم تكن الكيفية التي فرضت بها الصلاة كسائر العبادات ، بل عرج بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى السماء وفرضت عليه هناك بلا واسطة ، لتعلم الأمة منزلة الصلاة ، ولتقدر لها قدرها ، وتعلي شأنها ، فالصلاة عمود الإسلام وفسطاطه ، فإذا سقط العمود ، انهدم الدين والعياذ بالله ، فلا دين لمن لا صلاة له .

عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رضي اله عنه قَالَ : كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَأَصْبَحْتُ يَوْماً قَرِيباً مِنْهُ وَنَحْنُ نَسِيرُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ ، قَالَ : " لَقَدْ سَأَلْتَنِي عَنْ عَظِيمٍ ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئاً ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِى الزَّكَاةَ ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْخَيْرِ ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ ، كَمَا يُطْفِئُ الْمَاءُ النَّارَ ، وَصَلاَةُ الرَّجُلِ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ " ، قَالَ ثُمَّ تَلاَ : { تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ } حَتَّى بَلَغَ { يَعْمَلُونَ } ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِرَأْسِ الأَمْرِ كُلِّهِ ، وَعَمُودِهِ ، وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ ؟ " قُلْتُ : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، قَالَ : " رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلاَمُ ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ " ، ثُمَّ قَالَ : " أَلاَ أُخْبِرُكَ بِمَلاَكِ ذَلِكَ كُلِّهِ ؟ قُلْتُ : بَلَى يَا نَبِيَّ اللَّهِ ، قَالَ : فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ قَالَ : " كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا " ، فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ : وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ فَقَالَ : " ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ - أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ - إِلاَّ حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ " [ أخرجه الترمذي وغيره ، وقَالَ : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] .

ومن بين الصلوات ، خُصت صلاة الفجر بمزيد من الأجر ، وعظيم الفضل ، وحضيت بجزيل الثواب .

فهي محك الإيمان ، وعلامة التسليم والإذعان ، يتمايز فيها المؤمن من المنافق ، قال ابن عمر رضي الله عنهما : " كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا الظن به " [ رواه الطبراني وبن خزيمة ] .

صلاة الفجر بمثابة الاختبار نهاية العام ، فكأن الصلوات الأخرى بمثابة التهيئة لها ، وهي الاختبار الحقيقي ، من حضرها نجح وأفلح ، ومن غاب عنها خسر وخاب .

فكما أن الطالب إذا حضر طوال العام ، وتغيب عن الاختبار عُدَّ من الراسبين ، فكذلك صلاة الفجر ، من لم يحضرها كان من الخائبين الخاسرين .

ورتب الشرع الحكيم على المحافظة عليها أجوراً لم ينلها غيرها من الصلوات ، فصاحب صلاة الفجر محاط بالفضائل ، ومبشر بعظيم البشائر ، فمن تلكم البشائر ما يلي :



البشارة الأولى :

النور التام يوم القيامة

منذ خروج المصلي من بيته لأداء الصلاة والبشائر تنهال عليه من كل جانب ، عَنْ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيِّ ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ ، بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " [ رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني ] .

معنى ذلك : أن من لم يمشي لصلاة الفجر ، فلا نور له يوم القيامة ، وهذا أول نتائج الحرمان للمتخلف عن صلاة الفجر ، حُرم النور يوم القيامة .

فكما أن للمحافظ على صلاة الفجر له بشائر ومفرحات ، فكذلك من لم يكن من أهل صلاة الفجر ، فليبشر بالوعيد ، والعقاب الشديد .



البشارة الثانية :

خير من الدنيا

إذا أدى المصلي سنة الفجر فهي خير من الدنيا وما فيها ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا " [ رواه مسلم ] ، يعني سنة الفجر .

فالمحافظ على صلاة الفجر في جماعة يحصل له البشر ، وعظيم الأجر ، والفرح والسرور ، والغبظة والحبور ، بما يجده من لذة صلاة الفجر ، وكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها .

أما المتخلف عن صلاة الفجر ، فلا يحصل له من الدنيا إلا الخزي والعار ، وسوء الخلق ، وضيق المنطق ، وتراه مقطب الجبين ، عابس الوجه ، كما أن الناس ينظرون إليه نظرة غير سوية ، نظرة ازدراء واحتقار ، إذ كيف تكون مسلماً ولا تحافظ على صلاة الفجر ، التي هي المحك الحقيقي لأهل الإيمان وأهل النفاق .

البشارة الثالثة :

حصد الحسنات

حين يجلس ينتظر الصلاة فهو في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ إِلَى الْمَسْجِدِ كُتِبَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا عَشْرُ حَسَنَاتٍ ، وَالْقَاعِدُ فِي الْمَسْجِد يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ كَالْقَانِتِ ، وَيُكْتَبُ مِنَ الْمُصَلِّينَ ، حَتَّى يَرْجِعَ إِلَى بَيْتِهِ " [ أخرجه أحمد ] .

الله أكبر . . كم يخسر المفرط في صلاة لفجر من الأجر العظيم ، و الثواب الجزيل ، والخير الوفير ، كم يفقد من حسنات ، حسنات ركعتين قبل الفجر ، وحسنات الخطوات إلى المسجد ، وحسنات قراءة القرآن لحين إقامة الصلاة ، وحسنات الانتظار داخل المسجد إلى إقامة الصلاة ، لو حسبت هذه الحسنات لأصبحت ملايين ، لأن الحسنة بعشر أمثالها ، إلى سبعمائة ضعف ، إلى أضعاف كثيرة .

وكم يخسر المفرط في صلاة الفجر من دعاء الملائكة له ، وهم عباد الرحمن ، لا يعصونه طرفة عين ، ولا أقل من ذلك ، بل خلقوا لأجل العبادة فقط ، فيخسر تارك صلاة الفجر دعاء ملائكة الرحمن له بالرحمة والمغفرة ، إنه عمل كريم يضيعه من لم يحافظ على صلاة الفجر في بيوت الله تعالى ، حيث ينادى لها هناك .

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " إِنَّ أَحَدَكُمْ مَا قَعَدَ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ فِي صَلاَةٍ مَا لَمْ يُحْدِثْ ، تَدْعُو لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " [ رواه أحمد ] .



البشارة الرابعة :

شهادة الملائكة

إذا أقيمت الصلاة وشرع المصلي في أدائها ، فهاهو يقف بين يدي الله ملك الملوك ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، الغني الحميد ، وتشهد له ملائكة الله ، قال جل في علاه : { أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [ الإسراء78 ] .

مشهوداً أي : تشهده الملائكة ، أما المفرط في صلاة الفجر ، فيخسر شهادة الملائكة له ، عندما تجتمع الملائكة ليكتبوا عباد الله الذين أذعنوا لأمر الله تعالى ، واستجابوا له ، بأداء الصلاة في المسجد في وقتها المقدر لها شرعاً ، أما من لم يحضر صلاة الفجر ، فسوف يكتب مع النائمين الغافلين ، التاركين لصلاة الفجر ، فما موقفه أمام ربه وخالقه ، وما عذره عن التخلف عن الصلاة ؟

ما عذره عندما تتطاير الصحف يوم القيامة ، وتنشر الدواوين ، ويستلم كل إنسان كتابه ، فآخذ باليمين ، وآخذ بالشمال ؟ ما عذره عند من لا تخفى عليه خافية ؟

عن أَبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " تَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ " ، ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ : { إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً } [ متفق عليه ] .

كم يخسر المفرط في صلاة الفجر من حسنات ، وكم يفقد من درجات ، وكم يوضع عليه من سيئات ، وكم ينزل في الدركات .



البشارة الخامسة :

دخول الجنة والنجاة من النار

إذا أقيمت الصلاة وشرع المصلي في أدائها ، فيا له من فوز وأجر ، وعظيم الفضل وجليل البشر .

هاهو يقف بين يدي الله ملك الملوك ، فارج الهم ، وكاشف الغم ، الذي بيده خزائن السموات والأرض ، الغني الحميد ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " لَنْ يَلِجَ النَّارَ أَحَدٌ صَلَّى قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا " يَعْنِى الْفَجْرَ وَالْعَصْرَ " [ رواه مسلم ] .

ومن لم يصلي الفجر والعصر فلن يحصل على هذه البراءة من النبي صلى الله عليه وسلم ، بل ربما ولج النار والعياذ بالله .

وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ " [ متفق عليه ] ، والبردان : هما الفجر والعصر .

ومن لم يصلي الفجر والعصر لم يكن مع أولئك الرجال الذين تركوا الفراش الوثير ، والدفء المرغوب ، لن يكون مع أولئك الذين استجابوا لربهم عندما سمعوا منادي الله وهو يصدع بالأذان وهو يقول : { حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، الصلاة خير من النوم } ، فالصلاة فيها فلاح للعبد في الدنيا والآخرة ، ومن لم يصلها فلا فلاح له ولا نجاة ، نسأل السلامة والعافية .



البشارة السادسة :

رؤية الله عز وجل

يرجى لمن حافظ على صلاة الفجر والعصر ، الفوز برؤية الجبار جلا وعلا ، فعَنْ جَرِيرٍ بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةً - يَعْنِى الْبَدْرَ - فَقَالَ : " إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ لاَ تُضَامُّونَ _ تضارون _ فِي رُؤْيَتِهِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا فَافْعَلُوا " يعني الفجر والعصر ، ثُمَّ قَرَأَ : { وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ } ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ _ أحد رواة الحديث _ افْعَلُوا لاَ تَفُوتَنَّكُمْ [ متفق عليه ] .

قال الحافظ ابن حجر : قال العلماء : ووجه مناسبة ذكر هاتين الصلاتين عند الرؤية ، أن الصلاة أفضل الطاعات ، وقد ثبت لهاتين الصلاتين من الفضل على غيرهما ما ذكر من اجتماع الملائكة فيهما ، ورفع الأعمال ، وغير ذلك ، فهما أفضل الصلوات ، فناسب أن يجازي المحافظ عليهما بأفضل العطايا ، وهو النظر إلى الله تعالى يوم القيامة .

هكذا يتواصى الناس فيما بينهم بالمحافظة على الصلوات الخمس جماعة في وقتها ، ويخصص منها الفجر والعصر لأهميتهما الشرعية ، فهما صلاتان تأتيان بعد نوم وراحة ، وقليل من يحافظ عليهما ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .

لا يحافظ عليها إلا من وقر الإيمان في قلبه ، وانغرس حب الآخرة في نفسه ، فباع الدنيا واشترى الآخرة .

وعلى النقيض من ذلك فمن كان همه النوم والأكل وجمع المال في المرتبة الأولى ، وكانت الصلاة مرتبة ثانية فهذا هو الخسران المبين .



البشارة السابعة :

أجر قيام الليل

ثم تتوالى البشائر لأصحاب الهمم العالية ، والمراتب السامية ، فمن صلى الفجر في جماعة فكأنما قام الليل كله ، يحصل له أجر عظيم ، بمثابة من قام الليل كله لا ينام منه شيئاً ، عن عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا قَامَ نِصْفَ اللَّيْلِ ، وَمَنْ صَلَّى الصُّبْحَ فِي جَمَاعَةٍ فَكَأَنَّمَا صَلَّى اللَّيْلَ كُلَّهُ " [ رواه مسلم ] .



البشارة الثامنة :

دعاء الملائكة

ما أعظم فضل الله تعالى لمن أطاعه ، وعمل بمقتضى الكتاب والسنة المطهرة ، فلا ينقطع الفضل بانقضاء الصلاة ، ولا ينتهي بانتهائها ، لكن المصلي ما يزال في أجر عظيم ، وفضل كبير ، تحيطه عناية الله ، وتستغفر له ملائكة ربه ، عَنْ علي بن أبي طالب رضي الله عنه قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ : " مَنْ صَلَّى الْفَجْرَ ثُمَّ جَلَسَ فِي مُصَلاَّهُ ، صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ ، وَصَلاَتُهُمْ عَلَيْهِ : اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ ، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ " [ رواه أحمد ] .

فهل يحصل لمن نام عن صلاة الفجر ، مثل هذا الأجر ؟

كلا ورب الكعبة ، لا يحصل له إلا الخسارة الوبيلة ، والندامة الثقيلة .

هل يستوي من أطاع الله ، بمن عصاه ؟ هل يستوي من ترك الدنيا وزخرفها واهتم بالصلاة ، بمن كانت الدنيا همه وشغله ، وترك الصلاة ؟ لا يستويان أبداً .



البشارة التاسعة :

أجر حجة وعمرة

إذا قويت عزيمته ، وغلب نفسه ، ودحر شيطانه ، وجلس حتى تشرق الشمس ، فقد فاز بأجر حجة وعمرة ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى الْغَدَاةَ _ الفجر _ فِي جَمَاعَةٍ ، ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ " [ رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 6346 ] .

أين من فرط في صلاة الفجر عن عظيم الأجر ، حسنات تصب في خزائن أعمال من حافظ على صلاة الفجر ، وسيئات تمتلئ بها صحائف من أهمل صلاة الفجر .

هل يستوي من يصلي ويُؤجر ، بمن ينام ويشخر ؟ لا يستويان .



البشارة العاشرة :

في ذمة الله وحفظه

لا تزال البشائر تتوالى على صاحب صلاة الفجر ، ولا يزال حفظ الله تعالى مبذولاً إليه ، فعن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ صَلَّى صَلاَةَ الصُّبْحِ فَهْوَ فِي ذِمَّةِ اللَّهِ ، فَلاَ يَطْلُبَنَّكُمُ اللَّهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ ، فَإِنَّهُ مَنْ يَطْلُبْهُ مِنْ ذِمَّتِهِ بِشَىْءٍ يُدْرِكْهُ ، ثُمَّ يَكُبَّهُ عَلَى وَجْهِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ " [ رواه مسلم ] .

من صلى الفجر لا يزال في حفظ الله تعالى ، وفي كنفه سبحانه ، لا يضره بإذن الله شيء ، فهو معزز مكرم ، محفوظ بحفظ الله له .

ومن لم يصلي الفجر فهو في ذمة الشيطان ، يضحك عليه ، ولا يبالي به في أي واد هلك .

الله أكبر . . أرأيتم كم للمحافظ على صلاة الفجر ، من خير وفضل ، وكم يُضَيِّع المتخلف عنها من عظيم الأجر ، نعم ، إنه لا يُحرم من هذا الفضل إلا محروم _ نسأل الله تعالى الثبات على دينه _ .



طيب النفس وصفائها :

ومن فوائد صلاة الفجر ، أن هناك فرقاً بين من صلى الفجر ، ومن لم يصليها ، فمما يُشاهد على صاحب الصلاة ، لاسيما صلاة الفجر ، طلاقة المحيا ، وبشر الوجه ، والابتسامة الدائمة التي لا تفارق شفتيه ، وطيب النفس ، ونقاء السريرة ، والنشاط الواضح ، والبشر والتسامح ، المهم أنه يتمتع بأحسن الأخلاق ، وهذه من فوائد المحافظة على صلاة الفجر خاصة ، وبقية الصلوات عامة ، أما من لم يحافظ على صلواته ، فإليك هذا لحديث لتعرف الفرق بين الفريقين ، عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " يَعْقِدُ الشِّيطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأسِ أحَدِكُم إذا هُوَ نَامَ ثَلاثِ عُقَدٍ ، يضرب على كل عقدة ، عليك ليل طويل فارقد ، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة ، فإن توضأ انحلت عقدة ، فإن صلى انحلت عقدة ، فأصبح نشيطاً ، طيب النفس ، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان " [ متفق عليه ] .

قيل المراد بالصلاة ، صلاة التهجد ، وقيل المقصود صلاة الصبح .

المقصود أن صاحب صلاة الفجر يتميز بكرم خلقه وحسنه ، ونبل قوله وفعله ، وحسن تصرفه وتعامله مع الناس ، فهو بذلك قد حاز أجراً عظيماً ، وفضلاً كبيراً ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن أكمل المؤمنين إيماناً ، أحسنهم خلقاً ، وإن حسن الخلق ، ليبلغ درجة الصوم والصلاة " [ أخرجه البزار وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 1578 ] .



عقوبة غريبة :

واسمعوا لهذه العقوبة من الله لمن نام عن صلاة الفجر ، وقيل صلاة الليل ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رضي الله عنه قَالَ : ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ ! فَقِيلَ : مَا زَالَ نَائِماً حَتَّى أَصْبَحَ ، مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : " بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ " [ متفق عليه ] .



الخوف من النفاق :

إن التهاون في أداء صلاة الفجر مع الجماعة من علامات النفاق ، عَنْ أُبَىِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ : صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الصُّبْحِ ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ ؟ " فَقَالُوا لاَ ، فَقَالَ : " أَشَاهِدٌ فُلاَنٌ " فَقَالُوا لاَ ، لِنَفَرٍ مِنَ الْمُنَافِقِينَ لَمْ يَشْهَدُوا الصَّلاَةَ فَقَالَ : " إِنَّ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ _ الفجر والعشاء _ أَثْقَلُ الصَّلاَةِ عَلَى الْمُنَافِقِينَ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا _ يعني من الأجر _ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً " [ رواه أبو داود والنسائي وحسنه الألباني رحمه الله تعالى في صحيح الترغيب والترغيب 1، ح 411/419 ] .

وعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ : صَلاَةُ الْعِشَاءِ ، وَصَلاَةُ الْفَجْرِ ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْواً ، وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ ، ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ ، إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ ، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ " [ متفق عليه ] .

وقد توعد الله المنافقين بأسفل مكان في النار ، وجاءت الآيات مبينة حال المنافق الذي لا يحب الصلاة ولا يألفها في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً * مُّذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَـؤُلاء وَلاَ إِلَى هَـؤُلاء وَمَن يُضْلِلِ اللّهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً } [ النساء 142-143 ] .

ثم قال تعالى مبيناً مقر أولئك المنافقين في قوله تعالى : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً } [ النساء 145 ] .

والأخطر من ذلك أن من أهل العلم من يرى أن من تخلف عن صلاة الفجر حتى يخرج وقتها متعمداً ، وركب الساعة على وقت العمل ، ضارباً بوقت صلاة الفجر عرض الحائط ، فإنه كافر ، استناداً على ما ورد من الأحاديث .



الحَجَرُ لمن تَرَكَ الفَجْر :

ويا ليت الأمر ينتهي عند التفريط في الفضل ، والحرمان من الأجر ، ولكن يترتب على

التهاون بالصلاة مخاطر عظيمة ، وعواقب وخيمة ، يترتب على ذلك آثام عظام ، وعذاب وآلام ، عَنْ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدَبٍ الْفَزَارِيُّ رضي الله عنه قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا يَقُولُ لأَصْحَابِهِ : " هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا " ، قَالَ فَيَقُصُّ عَلَيْهِ مَنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُصَّ " قَالَ : وَإِنَّهُ قَالَ لَنَا ذَاتَ غَدَاةٍ : " إِنَّهُ أَتَانِي اللَّيْلَةَ آتِيَانِ وَإِنَّهُمَا ابْتَعَثَانِي وَإِنَّهُمَا قَالاَ لِيَ : انْطَلِقْ ، وَإِنِّي انْطَلَقْتُ مَعَهُمَا ، وَإِنَّا أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ ، وَإِذَا آخَرُ قَائِمٌ عَلَيْهِ بِصَخْرَةٍ ، وَإِذَا هُوَ يَهْوِي بِالصَّخْرَةِ لِرَأْسِهِ ، فَيَثْلَغُ _ يضرب _ بِهَا رَأْسَهُ ، فَيَتَدَهْدَهُ الْحَجَرُ هَا هُنَا ، فَيَتْبَعُ الْحَجَرَ ويَأْخُذُهُ ، فَمَا يَرْجِعُ إِلَيْهِ حَتَّى يَصِحَّ رَأْسُهُ كَمَا كَانَ ، ثُمَّ يَعُودُ عَلَيْهِ فَيَفْعَلُ بِهِ مِثْلَ مَا فَعَلَ الْمَرَّةَ الأُولَى " قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللَّهِ ! مَا هَذَانِ ؟ قَالَ قَالاَ لِيَ انْطَلِقِ انْطَلِقْ " أَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفُضُهُ ، وَيَنَامُ عَنِ الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ " [ رواه البخاري ] .

وفي رواية قال صلى الله عليه وسلم : " يُفعل به ما رأيت إلى يوم القيامة " [ رواه البخاري وأحمد ] .

نعوذ بالله من شديد غضبه ، وأليم عقابه ، ونسأل الله تعالى العفو والعافية .



أين أنت ؟

سؤال يتبادر إلى الذهن بعد أن سقنا ما سقنا من نصوص شرعية تدل على أهمية صلاة الفجر خاصة ، وبقية الصلوات عامة ، السؤال هو : أيها المسلم أين أنت من هؤلاء ؟

• عن برد مولى سعيد بن المسيب قال : ما نودي بالصلاة منذ أربعين سنة إلا وسعيد في

المسجد .

• وقال وكيع بن الجراح عن الأعمش سليمان بن مهران : كان الأعمش قريباً من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى .

• وقال محمد بن المبارك الصوري : كان سعيد بن عبد العزيز التنوخي إذا فاتته صلاة

الجماعة بكى .

• وروي عن أحد السلف أنه كان به وجع الخاصرة ، فكان إذا أصابه أقعده عن الحركة ، فكان إذا نودي بالصلاة يحمل على ظهر رجل ، فقيل له : لو خففت على نفسك ؟ قال : إذا سمعتم حي على الصلاة ، ولم تروني في الصف ، فاطلبوني في المقبرة .

• وسمع عامر بن عبد الله بن الزبير المؤذن وهو يجود بنفسه فقال : خذوا بيدي ، فقيل

: إنك عليل ، قال : أسمع داعي الله فلا أجيبه ؟! فأخذوا بيده فدخل مع الإمام في المغرب ، فركع ركعة ثم مات .

إن من تأمل حال الناس اليوم ليحزن من تهافتهم وراء الدنيا ، وزهدهم في مرضاة الله

وجنته ، فتجد المنادي ينادي : { الصلاة خير من النوم } فلا تسمع إلا الهدوء والسكون ، ولا تكاد ترى أحداً ، ولكن بعد ساعة تقريباً ، وبعد خروج وقت صلاة الفجر ، وبعد طلوع الشمس ، حين تأتي مشاغل الدنيا ، ويحين وقت العمل ، ينقلب الهدوء إلى ضجة لا تنقطع ، والسكون إلى حركة لا تنتهي ، فسبحان الله ! وصدق سبحانه حين قال : { بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى } [ الأعلى 16-17 ] .

فمن كانت الدنيا همه فيالها من تجارة كاسدة خاسرة ، تتبعها الحسرة والندامة ، قال سبحانه : { مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ * أُوْلَـئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ هود 15-16 ] .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من كانت الآخرة همه ، جعل الله غناه في قلبه ، وجمع له شمله ، وأتته الدنيا وهي راغمة ، ومن كانت الدنيا همه ، جعل الله فقره بين عينيه ، وفرق عليه شمله ، ولم يأته من الدنيا إلا ما قدر له " [ رواه أبو داود والترمذي وحسنه والنسائي وابن ماجة ] .

فها قد بانت لك الأمور ، وقامت عليك الحجة ، وعلمت أن المحافظة على هذه الشعيرة العظيمة سبيل لرفعة الدرجات ، وتكفير السيئات ، ورضا رب الأرض والسموات ، والتفريط فيها من أسباب التردي والانزلاق في الدركات ، وإرضاء الشيطان والهوى والشهوات .

واعلم أن المحافظة على الصلاة تحتاج إلى جهد ومجاهدة ، وصبر ومصابرة ، فاحذر أن تغلبك نفسك ، ويقوى عليك شيطانك ، فقد حفت الجنة بالمكاره ، وحفت النار بالشهوات ، وحاسب نفسك قبل أن تحاسب ، وتنبه قبل أن تأتي ساعة تندم فيها ولات ساعة مندم ، وتفقد أهل بيتك وأرحامك ، وجيرانك وأحبابك ، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَمُرُّ بِبَابِ فَاطِمَةَ سِتَّةَ أَشْهُرٍ ، إِذَا خَرَجَ إِلَى صَلاَةِ الْفَجْرِ يَقُولُ : " الصَّلاَةَ يَا أَهْلَ الْبَيْتِ : { إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً } " [ رواه الترمذي ] .

وتذكر أن الراحة الحقة ، حين تضع أولى قدميك في دار الكرامة ، وتنجو من دار العقاب والمهانة ، وليست في إيثار نومة زائلة ، أو لذة عابرة ، ما تلبث أن تزول ثم تقاسي آلامها وعذابها سنوات عديدة ، وأزمنة مديدة .

أسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحافظ على صلواته ، ابتغاء مرضاة ربه ، وأسأله سبحانه أن يصلح أحوال المسلمين ، ويؤلف بين قلوبهم ، ويجمعهم على الحق والدين ، ويجعلهم إخوة متحابين ، إنه ولي ذلك والقادر عليه ، والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .





يحيى بن موسى الزهراني

عاشق العميد 04-16-2023 12:36 AM

http://up.3-zf.com/uploads/168159805933331.gif
http://up.3-zf.com/uploads/16815980593542.gif

ملكة الحنان 04-16-2023 03:20 PM

عاشق العميد

اسعدني تواجدك في متصفحي ياغلا

الله مايحرمنا وجودك وجديدك الشيق

غصة حنين 04-17-2023 10:49 PM

طرح معطر بروحانيات إيمانيه قيمه
جزاك الله خير
ورفع الله قدرك وجعله في ميزان حسناتك

عذب الإحساس 04-17-2023 11:23 PM

جزاكِ الله خير وجعله في ميزان حسناتك
ولا حرمك الأجر يارب
تقديرى
..
.

شيخة الزين 04-19-2023 12:53 AM

سلمت يمينك على الطرح
نترقب المزيد من جديدك الرائع
لك كل الود والتقدير

http://justclickit.ru/flash/flower/f...0%28184%29.gif

ملكة الحنان 04-20-2023 09:46 PM

غصة



يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي

الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

ملكة الحنان 04-20-2023 09:47 PM

عذب الاحساس



يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي

الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

ملكة الحنان 04-20-2023 09:47 PM

شيخة



يسعدك ربي على روعة مرورك بمتصفحي

الله مايحرمني وجودك وجديدك ياعسل

تراتيل عشق 04-26-2023 03:48 AM

سلمت أناملك على الطرح الرائع
ويعطيك العافية على مجهودك الجميل
لا عدمناك


الساعة الآن 02:27 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

vEhdaa 1.1 by rKo ©2009