♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪

♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪ (http://www.3-zf.com/vb/index.php)
-   ♫ıl القرآن الكريم و علومه ıl♫ (http://www.3-zf.com/vb/forumdisplay.php?f=4)
-   -   تأملات في قوله تعالى: { من كان يريد العاجلة (http://www.3-zf.com/vb/showthread.php?t=11513)

غصة حنين 05-13-2023 09:27 PM

تأملات في قوله تعالى: { من كان يريد العاجلة
 



تأملات في قوله تعالى: { من كان يريد العاجلة.. }
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
وبعد:
قال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاءُ لِمَنْ نُرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلَاهَا مَذْمُومًا مَدْحُورًا * وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا * كُلًّا نُمِدُّ هَؤُلَاءِ وَهَؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا * انْظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلْآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا ﴾ [الإسراء: 18 - 21].


"يبين تعالى حال الفريقين، ومصير الطائفيتن، فأما الذين يريدون العاجلة وهي الدنيا، فإن الله تعالى يعطيهم فيها ما يشاء، ثم مصيرهم في الآخرة إلى جهنم ذليلين، خائبين؛ لأنهم لم يرجوا ثواب الله تعالى، ولم يخافوا عقابه، وأما الذين يريدون الآخرة، ويسعون لها سعيها، وذلك بالأعمال الصالحة وهم مع ذلك مؤمنين بالآخرة، وحسن ثواب الله لمن آمن به، وعمل صالحاً، فهؤلاء يشكر الله سعيهم، فيعطيهم ما سألوا، ويُؤَمِّنُهُم مما خافوا، ويدخلهم الجنة برحمته وفضله، ثم أخبر تعالى أنه فضل بعض العباد على بعض في الدنيا بسعة الأرزاق، وقلتها، واليسر، والعسر، والعلم، والجهل، والعقل، والسفه، وغير ذلك من الأمور، ثم بين سبحانه أن الآخرة أكبر درجات، وأكبر تفضيلاً فلا نسبة لنعيم الدنيا ولذاتها إلى الآخرة بوجه من الوجوه، فكم بين من هو في الغرف العاليات واللذات المتنوعات، والسرور، والخيرات، ممن هو يتقلب في الجحيم، ويعذب العذاب الأليم، وقد حَلَّ عليه سخط الرب العظيم، وكل من الدارين بين أهلها من التفاوت ما لا يمكن أحداً عَدُّهُ"[1].


ومن فوائد الآيات الكريمات:
أولاً: أن من أراد الدنيا وسعى لها، وترك الآخرة فلم يعمل لها، فإنه قد يُعطى سُؤْلَهُ، فإذا أفضى إلى الآخرة لم يكن له عند الله نصيب، قال تعالى: ﴿ مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الآخِرَةِ مِن نَّصِيب ﴾ [الشورى: 20]. وقال تعالى: ﴿ مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ [هود: 15، 16].


روى الإمام الترمذي في سننه من حديث أنس بن مالك رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "مَنْ كَانَتِ الْآخِرَةُ هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ غِنَاهُ فِي قَلْبِهِ، وَجَمَعَ لَهُ شَمْلَهُ، وَأَتَتْهُ الدُّنْيَا وَهِيَ رَاغِمَةٌ، وَمَنْ كَانَتِ الدُّنْيَا هَمَّهُ، جَعَلَ اللَّهُ فَقْرَهُ بَيْنَ عَيْنَيْهِ، وَفَرَّقَ عَلَيْهِ شَمْلَهُ وَلَمْ يَأْتِهِ مِنَ الدُّنْيَا إِلَّا مَا قُدِّرَ لَهُ"[2].


ثانياً: أن التفاضل الحقيقي في الآخرة وليس في الدنيا، قال تعالى: ﴿ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا ﴾ [الإسراء: 21]. وقال تعالى: ﴿ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ ﴾ [الأنفال: 4]. وقال تعالى: ﴿ وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى ﴾ [طه: 75].

روى ابن ماجه في سننه من حديث أبي هريرة رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "الْجَنَّةُ مِائَةُ دَرَجَةٍ، كُلُّ دَرَجَةٍ مِنْهَا مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، وَإِنَّ أَعْلَاهَا الْفِرْدَوْسُ، وَإِنَّ أَوْسَطَهَا الْفِرْدَوْسُ، وَإِنَّ الْعَرْشَ عَلَى الْفِرْدَوْسِ، مِنْهَا تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ، فَإِذَا مَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ"[3].


ورواه أحمد في مسنده من حديث عبادة بن الصامت رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "الجَنَّةُ مِئَةُ دَرَجَةٍ مَا بَينَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مَسِيرَةُ مِئَةِ عَامٍ"، وَقَالَ عَفَّانُ: "كَمَا بَينَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرضِ"[4].

وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري رضي اللهُ عنه أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "إِنَّ أَهْلَ الْجَنَّةِ يَتَرَاءَوْنَ أَهْلَ الْغُرَفِ مِنْ فَوْقِهِمْ، كَمَا يَتَرَاءَوْنَ الْكَوْكَبَ الدُّرِّيَّ الْغَابِرَ مِنَ الْأُفُقِ مِنَ الْمَشْرِقِ أَوِ الْمَغْرِبِ لِتَفَاضُلِ مَا بَيْنَهُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تِلْكَ مَنَازِلُ الْأَنْبِيَاءِ لَا يَبْلُغُهَا غَيْرُهُمْ، قَالَ: "بَلَى وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، رِجَالٌ آمَنُوا بِاللَّهِ وَصَدَّقُوا الْمُرْسَلِينَ"[5].

ثالثاً: أن النار دركات، كما أن الجنة درجات، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَن تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا ﴾ [النساء: 145].

رابعاً: أن من أراد الآخرة وسعى لها سعيها، فإن الله يثيبه على ذلك في الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُون ﴾ [النحل: 97].

روى مسلم في صحيحه من حديث أنس أن النبي صلى اللهُ عليه وسلم قال: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَةً يُعْطَى بِهَا فِي الدُّنْيَا، وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ، وَأَمَّا الْكَافِرُ، فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا، حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ تَكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا"[6].


والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
[1] تفسير الشيخ السعدي ص430 بتصرف.
[2] برقم 2465 وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي (2/300) برقم 2005.
[3] برقم 4331 وحسنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه (2/436) برقم 3496 وفي الصحيحة برقم 922.
[4] (37/369) برقم 22695 وقال محققوه حديث صحيح.
[5] برقم 3256 وصحيح مسلم برقم 2831.
[6] برقم 2808.


تراتيل عشق 05-14-2023 01:00 AM

سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل

ملكة الحنان 05-14-2023 05:59 AM

جزاك الله كل خير
وجعله ربي بميزان حسناتك

غصة حنين 05-14-2023 07:00 PM

تراتيل
شكرا لك على هذا المرور الجميل
اسعدني تواجدك في متصفحي
لـ روحك عطر الياسمين

غصة حنين 05-14-2023 07:01 PM

ملكة
شكرا لك على هذا المرور الجميل
اسعدني تواجدك في متصفحي
لـ روحك عطر الياسمين

شيخة الزين 05-14-2023 11:59 PM

:080: يعطيـك ـآلـعـآفيـهَ على جمَـآل طرحـكٌ..||~
د ـآم عطـآئكٌ ../..ورؤعـة تمَـيـزكٌ..~
وديٌ لــروحـكٌ ,,~

تراتيل عشق 05-15-2023 12:45 AM

سَلَمِتْ أٌنآملِـگ عَلََى الـآنتقآء آلمميٍـز
لـآحُرمنًآ آلمولى هًذآ الهطًول آلجمَيـٍل

غصة حنين 05-15-2023 01:32 AM

شيخة
شكرا لك على هذا المرور الجميل
اسعدني تواجدك في متصفحي
لـ روحك عطر الياسمين

غصة حنين 05-15-2023 01:32 AM

تراتيل
شكرا لك على هذا المرور الجميل
اسعدني تواجدك في متصفحي
لـ روحك عطر الياسمين


الساعة الآن 08:55 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.

vEhdaa 1.1 by rKo ©2009