عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 04-19-2023, 08:52 AM
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 242
 تاريخ التسجيل : Nov 2021
 فترة الأقامة : 929 يوم
 أخر زيارة : 06-09-2023 (07:54 PM)
 المشاركات : 72,404 [ + ]
 التقييم : 109197
 معدل التقييم : ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

افتراضي من مفاسد تمثيل الصحابة



من مفاسد تمثيل الصحابة



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعدُ:
للصحابة -رضوان الله عليهم- حقٌّ عظيمٌ، وواجب كبير على الأمَّة بأجمعِها، لا يخرج من المطالبة بهذا الواجب لا كبير ولا صغير، ولا حُرٌّ ولا عبد، ولا ذَكرٌ ولا أنثى، وهو وجوبُ احترامهم، وذِكرهم بأحسن الذِّكر، وحملُ زلاَّتهم واجتهاداتهم على خير المحامل؛ فهم صحبُ خير الرسل، ونَقَلة الوحي، وفاتِحوا الأمصارِ، ولكبارهم سنَّة متَّبعة، وهديٌ نبويٌ راسخ.

فالكلام فيهم ليس كالكلام في عامة الناسِ، لا رئيس ولا مرؤوس، ولا أمير ولا مأمور، وإن العجبَ في هذه الحياة لا ينقضي، كيف يستطيل شراذمُ الناس وسُفهاؤهم على تجسيد شخصيةِ من تقدَّم وصْفهم؟! ولو جسَّد شخصيةَ رئيسه في عمله في أمرٍ ينفع رئيسَه، لحُقَّ لرئيسه إنزالُ العقوبة به.

ألا وإن لتجسيد الصحابة في مسلسلات يُزعَم أنها تاريخية، فيه من المفاسد ما هو أكثرُ من المصالح المرجوَّة مِن بثِّه وإذاعته، ومن القواعد المقرَّرة شرعًا: أنَّ درْءَ المفاسد مقدَّم على جلْب المصالح.

فمن بعض المفاسد في تجسيد الصحابة - رضوان الله عليهم -:
١- من المعلوم أن الإعلامَ يؤثِّر في المتلقي ما لا يؤثِّره غيرُه؛ فعند مُشاهدة رجل بشخصية الفاروق - رضي الله عنه - يتجسَّد في شخصية المتلقي بأن الفاروقَ كان في مثل هذه الصفات والطِّباع -التي جسَّدها هذا الممثِّل- والتي تكون ولا شك مغايرةً لرجلٍ تخرَّج في مدرسة نبويَّة، فيرسُخ في ذِهن المشاهد بعد ذلك تقليلٌ لرجلٍ هذا شأنُه، وخاصة إذا كان المشاهِدُ طفلاً، وهذا أمر واقع.

٢- أن الأدوار التمثيلية تُعطَى لرجال من الثَّرى لتمثيل رجالٍ من الثريَّا؛ حيث يكون مَن يجسِّد شخصيةَ الصديق -رضي الله عنه- رجلاً فاجرًا، اعتاد معاشرةَ النساء، واحتساءَ الخمور، أو رجلاً نصرانيًّا لا يعرف للإسلام ورجاله سبيلاً ولا هديًا، وهذا من البهتان العظيم.

٣- مما يُعلم أنه لا يجوز تقمُّص شخصيةِ رجلٍ، لا في موضع مدح ولا ذم، إلا بطلبِه أو رضاه؛ لأن الحقَّ له وحده لا يعْدُوه، فهو كالتصرُّف في حقِّه، فيفتقر إلى إذنِه بقول أو فعلٍ، وهذا الحُكم في آحاد الناس، فكيف في الصَّحب الأبرار؟!

٤- لو سلَّمنا بأن من يجسِّد شخصيةَ الصحابة - رضوان الله عليهم - رجلٌ من الخيار والصالحين، فليس من الأدب والمروءة أن تُجسَّد شخصيةُ رجلٍ في الجنة وقد رضي الله عنه، وهذا لا يحتاج إلى بحثٍ واطلاع، فهو مترسِّخ في لبِّ مَن منَحه اللهُ حبَّ هؤلاء الأخيار والأبرار، نسأل اللهَ أن يزيدَنا حبًّا لهم، وتعظيمًا، وتشريفًا، فالمرء مع من أحب.

٥- للإعلام خطواتٌ ومراحلُ وتطوُّر، فعلى سبيل المثال: التلفاز أول بَدء بثِّه وإذاعته، كان مزيجًا بين لونين الأسود والأبيض، والمسلسلات قبل ١٥ أو ٢٠ سنة نادرًا ما تخرج المرأة، وتكون غالبًا في وضع "الكومبارس"، وبثياب فَضفاضة طويلة ساترة، واليوم تغيَّر كل ذلك، فإذا جاز تجسيدُ الصحابة الآن، وكان من يجسدهم خيِّرًا ولم يغيِّر في الحقائق التاريخية المتعلقة بهم شيئًا - فمن يضمنُ استمرارَ ذلك؟

لا أحد، بل الغالب على الظن مجاوزةُ الحد، والوقوع فيهم، لا سيما وأن أعداءهم من الروافض والخوارج - أخزاهم الله - كُثُر.

٦- أن مسلسلات تجسيد الصحابة لا تخلو من الاختلاط، وعشْق فلان لفلانة، أو العكس، ومن الغَمز، واللمز، أو الاعتماد على رواياتٍ مكذوبة عنهم، وأحد هذه الأشياء كافٍ في تحريمه، فكيف إذا اجتمعت؟!

٧- أن تجسيدَ الصحابة - رضوان الله عنهم - في مسلسلات، مخالفٌ لتحريم كبار العلماء والأئمَّة الربانيين في داخل المملكة أو خارجها، والمحرِّمون أكثرُ من المجيزين ولا فرق، ممن لهم معرفةٌ بالأمور ومفاسد فعل ذلك.

٨- من المفاسد أيضًا: أن القناة العازمة على بث هذه المسلسلات، اعتادت واعتمدت في نهوضها وتطوُّرِها على بث مسلسلات خليعة، ومشاهدَ دنيئة لضعاف القلوب، وقليلي الإيمان والبصيرة، من المشاهد الجنسية الفاضحة، فمن العجب أن تعلنَ عن مسلسل يجسِّدُ شخصية هؤلاء البررة، حيث إن ذلك وغيرَه يدعو إلى الشكِّ في أغراض وأهداف تجسيدِ الصحابة عبر مسلسلات لا تخلو مما اعتادت عليه القناة.

٩- إن من أسهل الطرقِ وأيسرِها لهدْم دينٍ أو ملْةٍ أو مذهبٍ، هو الطعنُ واللمز والهمز في نَقَلته ورجاله، فبعد ذلك لن تحتاج الكثيرَ لتُقنع الآخَرَ ببطلان ذلك المذهبِ أو الدِّين أو الملَّة، وهذا بالضبط ما يحدثُ في تجسيد الصحابة ونَقلة الدين والوحي، وإن كان هذا لن يحدثَ الآن، فمن يضمنُ لنا ألا يحدثَ هذا في المستقبل؟

هذا ما تيسَّر لي كتابتُه، سائلاً المولى العظيم أن يجعلنا من الذابِّين عن سنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ورجاله، وأن يستعملَنا ما حَيِينا في طاعته ومرضاته، والله وليُّ ونصير عباده وأوليائه؛ "مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب"، والحمد لله ربِّ العالمين.

رابط الموضوع: https://www.alukah.net/sharia/0/4262...#ixzz7zJ8sgv17

من مفاسد تمثيل الصحابة



الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعده.

أمَّا بعدُ:
للصحابة -رضوان الله عليهم- حقٌّ عظيمٌ، وواجب كبير على الأمَّة بأجمعِها، لا يخرج من المطالبة بهذا الواجب لا كبير ولا صغير، ولا حُرٌّ ولا عبد، ولا ذَكرٌ ولا أنثى، وهو وجوبُ احترامهم، وذِكرهم بأحسن الذِّكر، وحملُ زلاَّتهم واجتهاداتهم على خير المحامل؛ فهم صحبُ خير الرسل، ونَقَلة الوحي، وفاتِحوا الأمصارِ، ولكبارهم سنَّة متَّبعة، وهديٌ نبويٌ راسخ.

فالكلام فيهم ليس كالكلام في عامة الناسِ، لا رئيس ولا مرؤوس، ولا أمير ولا مأمور، وإن العجبَ في هذه الحياة لا ينقضي، كيف يستطيل شراذمُ الناس وسُفهاؤهم على تجسيد شخصيةِ من تقدَّم وصْفهم؟! ولو جسَّد شخصيةَ رئيسه في عمله في أمرٍ ينفع رئيسَه، لحُقَّ لرئيسه إنزالُ العقوبة به.

ألا وإن لتجسيد الصحابة في مسلسلات يُزعَم أنها تاريخية، فيه من المفاسد ما هو أكثرُ من المصالح المرجوَّة مِن بثِّه وإذاعته، ومن القواعد المقرَّرة شرعًا: أنَّ درْءَ المفاسد مقدَّم على جلْب المصالح.

فمن بعض المفاسد في تجسيد الصحابة - رضوان الله عليهم -:
١- من المعلوم أن الإعلامَ يؤثِّر في المتلقي ما لا يؤثِّره غيرُه؛ فعند مُشاهدة رجل بشخصية الفاروق - رضي الله عنه - يتجسَّد في شخصية المتلقي بأن الفاروقَ كان في مثل هذه الصفات والطِّباع -التي جسَّدها هذا الممثِّل- والتي تكون ولا شك مغايرةً لرجلٍ تخرَّج في مدرسة نبويَّة، فيرسُخ في ذِهن المشاهد بعد ذلك تقليلٌ لرجلٍ هذا شأنُه، وخاصة إذا كان المشاهِدُ طفلاً، وهذا أمر واقع.

٢- أن الأدوار التمثيلية تُعطَى لرجال من الثَّرى لتمثيل رجالٍ من الثريَّا؛ حيث يكون مَن يجسِّد شخصيةَ الصديق -رضي الله عنه- رجلاً فاجرًا، اعتاد معاشرةَ النساء، واحتساءَ الخمور، أو رجلاً نصرانيًّا لا يعرف للإسلام ورجاله سبيلاً ولا هديًا، وهذا من البهتان العظيم.

٣- مما يُعلم أنه لا يجوز تقمُّص شخصيةِ رجلٍ، لا في موضع مدح ولا ذم، إلا بطلبِه أو رضاه؛ لأن الحقَّ له وحده لا يعْدُوه، فهو كالتصرُّف في حقِّه، فيفتقر إلى إذنِه بقول أو فعلٍ، وهذا الحُكم في آحاد الناس، فكيف في الصَّحب الأبرار؟!

٤- لو سلَّمنا بأن من يجسِّد شخصيةَ الصحابة - رضوان الله عليهم - رجلٌ من الخيار والصالحين، فليس من الأدب والمروءة أن تُجسَّد شخصيةُ رجلٍ في الجنة وقد رضي الله عنه، وهذا لا يحتاج إلى بحثٍ واطلاع، فهو مترسِّخ في لبِّ مَن منَحه اللهُ حبَّ هؤلاء الأخيار والأبرار، نسأل اللهَ أن يزيدَنا حبًّا لهم، وتعظيمًا، وتشريفًا، فالمرء مع من أحب.

٥- للإعلام خطواتٌ ومراحلُ وتطوُّر، فعلى سبيل المثال: التلفاز أول بَدء بثِّه وإذاعته، كان مزيجًا بين لونين الأسود والأبيض، والمسلسلات قبل ١٥ أو ٢٠ سنة نادرًا ما تخرج المرأة، وتكون غالبًا في وضع "الكومبارس"، وبثياب فَضفاضة طويلة ساترة، واليوم تغيَّر كل ذلك، فإذا جاز تجسيدُ الصحابة الآن، وكان من يجسدهم خيِّرًا ولم يغيِّر في الحقائق التاريخية المتعلقة بهم شيئًا - فمن يضمنُ استمرارَ ذلك؟

لا أحد، بل الغالب على الظن مجاوزةُ الحد، والوقوع فيهم، لا سيما وأن أعداءهم من الروافض والخوارج - أخزاهم الله - كُثُر.

٦- أن مسلسلات تجسيد الصحابة لا تخلو من الاختلاط، وعشْق فلان لفلانة، أو العكس، ومن الغَمز، واللمز، أو الاعتماد على رواياتٍ مكذوبة عنهم، وأحد هذه الأشياء كافٍ في تحريمه، فكيف إذا اجتمعت؟!

٧- أن تجسيدَ الصحابة - رضوان الله عنهم - في مسلسلات، مخالفٌ لتحريم كبار العلماء والأئمَّة الربانيين في داخل المملكة أو خارجها، والمحرِّمون أكثرُ من المجيزين ولا فرق، ممن لهم معرفةٌ بالأمور ومفاسد فعل ذلك.

٨- من المفاسد أيضًا: أن القناة العازمة على بث هذه المسلسلات، اعتادت واعتمدت في نهوضها وتطوُّرِها على بث مسلسلات خليعة، ومشاهدَ دنيئة لضعاف القلوب، وقليلي الإيمان والبصيرة، من المشاهد الجنسية الفاضحة، فمن العجب أن تعلنَ عن مسلسل يجسِّدُ شخصية هؤلاء البررة، حيث إن ذلك وغيرَه يدعو إلى الشكِّ في أغراض وأهداف تجسيدِ الصحابة عبر مسلسلات لا تخلو مما اعتادت عليه القناة.

٩- إن من أسهل الطرقِ وأيسرِها لهدْم دينٍ أو ملْةٍ أو مذهبٍ، هو الطعنُ واللمز والهمز في نَقَلته ورجاله، فبعد ذلك لن تحتاج الكثيرَ لتُقنع الآخَرَ ببطلان ذلك المذهبِ أو الدِّين أو الملَّة، وهذا بالضبط ما يحدثُ في تجسيد الصحابة ونَقلة الدين والوحي، وإن كان هذا لن يحدثَ الآن، فمن يضمنُ لنا ألا يحدثَ هذا في المستقبل؟

هذا ما تيسَّر لي كتابتُه، سائلاً المولى العظيم أن يجعلنا من الذابِّين عن سنة نبيِّه - صلى الله عليه وسلم - ورجاله، وأن يستعملَنا ما حَيِينا في طاعته ومرضاته، والله وليُّ ونصير عباده وأوليائه؛ "مَن عادى لي وليًّا، فقد آذنتُه بالحرب"، والحمد لله ربِّ العالمين.

الموضوع الأصلي: من مفاسد تمثيل الصحابة || الكاتب: ملكة الحنان || المصدر: منتديات عزف الحروف

كلمات البحث

اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم





lk lths] jledg hgwphfm




 توقيع : ملكة الحنان



رد مع اقتباس