عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-06-2023, 08:34 PM
عذب الإحساس غير متواجد حالياً
Egypt     Male
لوني المفضل Darkgray
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : Jan 2020
 فترة الأقامة : 1615 يوم
 أخر زيارة : 06-01-2024 (12:34 AM)
 المشاركات : 15,487 [ + ]
 التقييم : 9940
 معدل التقييم : عذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond reputeعذب الإحساس has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

افتراضي خطبة بعنوان (فضائل التوبة و أسرارها) الجزء الثانى



الخطبة الثانية
الحمد لله... عباد الله.. ومن فضائل التوبة وأسرارِها: أن يَتَعَرَّفَ العبدُ على نِعمة المُعافاة: فإنَّ مَنْ تربَّى في العافية لا يعلمُ ما يُقاسيه المُبتلى

ولا يعرفُ مِقدار العافية؛ فلو عَرَفَ أهلُ الطاعة أنهم هم المُنْعَمُ عليهم في الحقيقة، لَعَلِموا أنَّ لله عليهم من الشُّكر أضعافَ ما على غيرهم
وإنْ تَوَسَّدوا التُّرابَ، ومَضَغوا الحَصَى؛ فَهُم أهلُ النِّعمة المطلقة، وأنَّ مَنْ خلَّى اللهُ بينه وبين معاصيه فقد سقَط من عينه.
فإذا طالَبَتِ العبدَ نفسُه بما تُطالِبُه به من حظوظ الدنيا، وأرَتْه أنه في بليَّةٍ وضائقةٍ؛ تَدارَكَهُ اللهُ برحمته، وابتلاه ببعض الذُّنوب
فرأى ما كان فيه من المُعافاة والنِّعمة، وأنه لا نِسبةَ لِمَا كان فيه من النِّعم إلى ما طَلَبَتْه نفسُه من الحظوظ
فحينئذٍ يكون أكثرُ أمانيه وآمالِه العَوْدَ إلى حاله، وأن يمتِّعه الله بعافيته.
ومن فضائلها وأسرارِها: التَّحَرُّز والتَّيَقُّظ من العدو: فإذا تاب العبدُ، وأدرَكَ ما هو فيه من الخطأ، وندم على ما كان منه من التفريط - أوجبَ له ذلك
تمام التَّحَرُّز والتَّيَقُّظ؛ فيَعْلَم من أين يدخلُ عليه اللُّصوصُ والقُطَّاعُ، ويَعرف مكامِنَهم، ويعرف مِنْ أين يخرجون عليه؟ ومتى يخرجون؟
فهو قد استعدَّ لهم وتأهَّب، وعَرَفَ بماذا يَسْتَدْفِعُ شرَّهم وكيدَهم؛ فلو أنَّه مرَّ عليهم على غِرَّةٍ وطمأنينةٍ لم يأمنْ أن يَظْفَرُوا به، ويجتاحُوه جملةً.
والتوبة سبيلٌ لإغاظة الشيطان ومُراغَمَتِه: فالقلب يَذْهَلُ عن عدوه؛ فإذا أصابه منه مكروه اسْتَجْمَعَتْ له قُوَّتُه
وطلب بثأره إنْ كان قلبُه حُرًّا كريمًا؛ كالرَّجل الشُّجاع إذا جُرِحَ فإنَّه لا يقومُ له شيء، بل تراه بعدها هائجًا، طالِبًا، مِقْدامًا.
والقلبُ المَهِينُ كالرَّجل الضعيف المَهِين؛ إذا جُرِحَ ولَّى هارِبًا، والجِراحاتُ في أكتافه.
وكذلك الأسَدُ إذا جُرِح فإنَّه لا يُطاق؛ فلا خير فيمَنْ لا مُروءَةَ له، لا يطلب أخْذَ ثأرِه من أعدى عدوٍّ له، فما شيءٌ أشفى للقلب
من أخذه بثأره من عدوِّه، ولا عدوَّ أعدى له من الشيطان؛ فإنْ كان له قلبٌ من قلوب الرِّجال المُتسابِقين في حَلَبة المَجْدِ جدَّ في أخذ الثَّأر
وغاظَ عدوَّه كلَّ الغَيظ، وأتْعَبَه، حَتَّى يَقُولَ الشَّيْطَانُ: يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوقِعْهُ فِيمَا أَوْقَعْتُهُ فِيهِ؛ فَيَنْدَمُ الشَّيْطَانُ عَلَى إِيقَاعِهِ
فِي الذَّنْبِ، كَنَدَامَةِ فَاعِلِهِ عَلَى ارْتِكَابِهِ، لَكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَ النَّدَمَيْنِ.
وَاللَّهُ تَعَالَى يُحِبُّ مِنْ عَبْدِهِ مُرَاغَمَةَ عَدُوِّهِ وَغَيْظَهُ، وهذه الْعُبُودِيَّةُ مِنْ أَسْرَارِ التَّوْبَةِ؛ فَيَحْصُلُ مِنَ الْعَبْدِ مُرَاغَمَةُ الْعَدُوِّ بِالتَّوْبَةِ، وَالتَّدَارُكِ
وَحُصُولِ مَحْبُوبِ اللَّهِ مِنَ التَّوْبَةِ، وَمَا يَتْبَعُهَا مِنْ زِيَادَةِ الْأَعْمَالِ - مَا يُوجِبُ جَعْلَ مَكَانِ السَّيِّئَةِ حَسَنَةً، بَلْ حَسَنَاتٍ.
فهذه بعضُ فضائلِ التوبة وأسرارِها، ومن خلال ذلك يتبيَّن لنا عِظَمُ شأنِ التوبة، وكبيرُ منزلَتِها عند الله
كما تتبيَّن لنا - أيضًا - حِكْمَةُ اللهِ في خَلْقِ المعاصي، وتقديرِ السَّيِّئات.

_ د. محمود بن أحمد الدوسري.



كلمات البحث

اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم





o'fm fuk,hk (tqhzg hgj,fm , Hsvhvih) hg[.x hgehkn




 توقيع : عذب الإحساس



رد مع اقتباس