عرض مشاركة واحدة
قديم 02-07-2020, 10:30 PM   #3


الصورة الرمزية عذب الإحساس
عذب الإحساس غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  Jan 2020
 أخر زيارة : 05-11-2024 (09:59 PM)
 المشاركات : 15,487 [ + ]
 التقييم :  9940
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgray

الاوسمة

افتراضي



أبو عبيدة بن الجراح

كان شامخَ القامة، قويَّ الشخصيّة، صبوحَ الوجه، باسمَ الثّغر، طيّبَ النّفس...
كان رونقُ الخُلقُ الطيب باديًا على مُحيَّاه، وعلاماتُ الرجولة الفذَّة تسكُن نظراتِه الصّادقة... كانت إشراقةُ خصاله النبيلة تتألّق في جبينه الشّامخ.
إنّه عامر بن عبدالله بن الجراح الذي وُلدَ بمكّة سنة أربعين قبل الهجرة، ودرَجَ حول حمى الكعبة التي كانت تتلهّف لسماع كلمات التوحيد، لم يحتمل قلبُ أبي عبيدة أكثرَ من جلسة قصيرة واحدة حتى أسلمَ على يدِ أبي بكر، فكان من السّابقين الأوّلين إلى الإسلام.
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: ((لكلّ أمّة أمينٌ، وأمين هذه الأمة أبو عبيدة)).
قدَّمَ للإسلام زهرة شبابه، وإخلاص قلبه الفتيِّ؛ فشارك في كلّ الغزوات والسّرايا، فصالَ وجالَ في بدر، وكان من العشرة الذين ثبتوا في أحد يُحامون عن رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-.. وكان له موقفٌ عظيم مع رسول الله عندما غارت حلقتا الدرع في وجنته الشريفة فانتزعهما أبو عبيدة بثنيّتيه فكُسرتا...
أرادَ عمر أن يُبايعه بعد وفاة رسول الله، ولكنّ أبا عبيدة قال: (ما كنتُ لأتقدَّم بين يَدي رجُلٍ أمره رسول الله صلى الله عليه وسلّم أن يؤمَّنا في الصلاة فأمَّنا حتى مات).
ومن مواقفه المشرِّفة أنّه أخفى كتاب عمر بن الخطاب الذي يقضي بِعَزْل خالد بن الوليد عن قيادة جيش اليرموك وتولية أبي عبيدة.. أخفى أبو عبيدة كتابَ عمر حتى لا يحرمَ خالدًا فرحة النّصر.
وراحَ أبو عبيدة ينتقلُ من نصر إلى نصر، ومن فتح إلى فَتح، حتى أُصيب بمرض الطاعون، وفاضت روحه الزكيَّة في الأردن بعد أن ضربَ أروع الأمثلة في الحكمة والشجاعة وبُعد النّظر...
رضي الله عن أبي عبيدة وأرضاه، وجعل الجنَّة مثواه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء...

عبد الله بن عباس

فتحَ الفتى اللبيبُ عينيه على الدنيا فاكتحلَت بقمر النبوَّة الساطع، ولازمَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم في جميع أحواله مع صِغَر سِنِّه. وأقبلَ على العِلم برغبة وفرح، فدعا له رسولُ الله صلى الله عليه وسلم قائلًا: "اللهم، فَقِّهْهُ في الدِّين وعلِّمه التأويل".
♦ واشتهر كذلك بالسَّخاء، ونقاء النفْس، وطهارة القلب، ووسامة الوجه، ورجاحة العقل.
♦ عُرِفَ بغزارة علمه، وسموِّ أخلاقه، وذكاء قلبه، واتساع معارفه، حتى ملأ الدنيا علمًا وفقهًا، لُقِّبَ بِحَبْر الأمَّة، والبحر، وترجمان القرآن.
♦ كان عمرُه ثلاث عشرة سنة عندما مات النبي صلى الله عليه وسلّم، ومع ذلك فقد روى ألفًا وستَّمائة وستين حديثًا.
♦ فعن عبد الله بن عبَّاس رضي الله عنهما أنه قال: كنتُ خَلْفَ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم يومًا، فقال: يا غلام، إني أعلِّمك كلمات: احفظ الله يحفظْك، احفظ الله تجدْه تُجاهك، إذا سألتَ فاسألِ الله، وإذا استعنتَ فاستعِن بالله، واعلم أنَّ الأمَّة لو اجتمعتْ على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه اللهُ لك، ولو اجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لم يضرُّوك إلا بشيء قد كتبه اللهُ عليك، رُفعت الأقلامُ، وجَفَّت الصُّحُف". [حسن، صحيح، أخرجه الترمذي في جامعه، كتاب صفة القيامة باب 59،4/667 برقم 2516].
♦ وَصَفَهُ سعدُ بن أبي وقاص فقال عنه: "ما رأيتُ أحدًا أحْضَرَ فهمًا، ولا أكثرَ عِلمًا، ولا أوسع حِلمًا منه".
♦ جعله عُمر رضي الله عنه مُستشارًا له، وقال عنه: إنَّه فتى الكُهُولِ، له لسان سَؤُول، وقلبٌ عَقُول".
♦ ولَّاه عليٌّ رضي الله عنه البصرة.
♦ انتقل إلى جوار ربِّه وهو ابنُ واحدٍ وسبعين عامًا عام 68هـ في الطائف.
رضي الله عنه، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء...

مصعب بن عمير

عاش الفتى المدلّل حياةً هنيئة بين أهل قريش، حياةً مليئةً بالمتعة والثّراء، ولكنّ النّعيم الذي كان متوفّرًا له لم يَمنع نباهةَ عقله وصفاء قلبه من تتبّع أخبار محمد صلى الله عليه وسلّم في دار الأرقم بن أبي الأرقم.
ما إن أصبحَ على مقربةٍ من مُلتقى المؤمنين الأبرار والسّابقين إلى الإسلام الأخيار حتى لامسَ كلامُ المصطفى صلى الله عليه وسلم فؤادَه النديّ، فأعلن إسلامه على الفور أمام رسول الله صلى الله عليه وسلّم، ولكنّه أخفاه عن أمِّه خُناس بنت مالك ذات الشخصيّة القويّة..
قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "ما رأيتُ بمكّة أحداً أحسنَ لِمّةً ولا أرقَّ حُلّةً ولا أنعمَ نعمةً من مصعب بن عمير".
سمعت أمُّه بخبر إسلامه، فحبسته في ركنٍ من أركان المنزل، ووضعت حراساً لمراقبته أملاً في عودته إلى دين الآلهة الباطل، ولكن من غير جدوى. وقال لأمه مقولته المشهورة: "يا أمّهْ! إني لكِ ناصح، وعليك شفوق، فاشهدي أنّه لا إله إلا الله، وأنّ محمداً عبده ورسوله".
رأى غفلة من حرّاسه، فتمكّن من فكّ أسرِ نفسه، وهاجرَ إلى الحبشة مع من هاجر.
اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون سفيرَه إلى المدينة يفقّه الأنصار الذين آمنوا وبايعوا النبي صلى الله عليه وسلم عند العقبة.
كان يُؤثر أخوّة الإسلام على أخوّة الأرحام، وذلك عندما وقع أخوه أسيراً في يدِ مُحرز بن نضلة، قال مصعب لمُحرز: اشدد يديك به؛ فإنّ له أمًّا بمكّة كثيرة المال. فقال له أخوه: هذه وَصاتُك بي يا أخي؟؟ فقال مصعب: إنّ محرزاً أخي دونك. [حياة الصحابة، ج2 ص: 270].
حملَ اللواء في غزوة أُحد، وأبلى بلاءً حسناً. واستشهد مع من استشهد من الصحابة الكرام، رضي الله عنهم، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء.


 
 توقيع : عذب الإحساس




رد مع اقتباس