الموضوع
:
وعي القرآن
عرض مشاركة واحدة
#
1
06-16-2021, 12:43 AM
لوني المفضل
Darkgray
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
Jan 2020
فترة الأقامة :
1604 يوم
أخر زيارة :
اليوم (12:34 AM)
المشاركات :
15,487 [
+
]
التقييم :
9940
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
الاوسمة
مجموع الاوسمة
: 2
وعي القرآن
وعي القرآن
إنَّ الله - عزَّ وجل - نظم كونًا بديعًا
،
ووضَع أسراره الكامنة فيه
،
وهيَّأه لاستقبال مخلوق مِن أكرم عبيده
،
والذي إذا نظرت وتأمَّلتَ في عُمقه ستجد تناغمًا عجيبًا بين روحه وجسده
،
وما قد حواه مِن الكنوز الدفينة العميقة، التي ما زال البحث العلمي يخوض مضمارها دون تحصيل معرفة نهائية
،
وتكريمًا لهذا المخلوق جعلت له غاية يَسبح في فلكها
،
تتجلَّى في تحقيق العبودية له - سبحانه وتعالى
-
وقد سخَّر لهذا الأمر رسلاً مِن خَلقِه
،
ملائكة وبشَرًا
،
وأرسَل كُتُبًا وخطابات تتواتَر عليهم
؛
حتى لا يَحيدوا عن المعنى الحقيقي الذي خُلقوا مِن أَجلِه
،
ومن أعظم هذه الكتب جمعًا وتركيبًا ومعنًى وعمقًا
:
القرآن
الكريم
.
ولو سمح لي القارئ الكريم أن أنقله مباشرة لعمق مُحيط الموضوع، الذي بدأته بهذا التأسيس، حتى نكون قد حملنا مُعدَّات وأجهزة تُمكِّننا من الغوص عميقًا في فهم المغزى الحَقيقي لرسالة القرآن، فكلَّما استعددت جيدًا وتمرَّنتَ لذلك تأتَّى لك الغوص أعمق من ذلك.
بَدْء نزول القرآن:
كانت العرب آنذاك تَعيش واقعًا فكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا منحطًّا من جميع جوانبه
،
وكما هو معلوم أن الله - عزَّ وجلَّ - مِن حِلمه
،
وعلمه، وحكمته
،
ألا تتسلَّل العبثية لخَلقِه
،
فتسيطر عليهم
،
فيَنجرفوا عبيدًا لأهوائهم
،
بل يساقون ويُردون إلى مقصود وجودهم
،
بين الخيار والإجبار
،
معلنًا فيهم سُننَه الشرعية والكونية
،
فانفجر صبْح
القرآن
﴿
أقرأ
﴾، مُشكِّلاً إعصارًا عِلميًّا وحضاريًّا
،
مستأصلاً للجهل من جذوره
،
مُرجعًا الأمور إلى أصولها ومقاصدها
،
مراعيًا في ذلك واقعهم الزمني والمكاني
.
ومع الأسف قوبل هذا التصحيح لمَسار البشرية من بعضهم بالرفض والاستعلاء
،
إلى أن يسَّر الله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم رجالاً ونساءً حقَّقوا ذلك المنشود
،
هناك استُلَّت روح نبي الأمة صلى الله عليه وسلم من جسده إلى بارئها، مُختارًا رفيقه الأعلى
،
تاركًا كتابًا دستورًا
،
حبلا ًواصلاً
،
بين العبيد ومعبودهم
،
قائلاً صلى الله عليه وسلم: ((إذا زخرفتُم مساجدكم، وحلَّيتم مصاحفكم، فالدمار عليكم)).
ومع مُرور الزمان والبُعد عن المنبع الأصلي
،
عادوا لترك لُغتِهم التي هي مِفتاح دستورهم
،
ثم بدأت تظهر حركات تدَّعي الاهتمام بالقرآن
،
فأنشؤوا مدارس لرسمه وترتيله
،
وللاهتمام به من جميع الجوانب السطحية
،
مُتمثِّلين قوله صلى الله عليه وسلم: ((خيركم مَن تعلَّم
القرآن
وعلَّمه))، وهم بزعمِهم هذا واعين لمقصد الحديث، لكن هيهات هيهات!
فالقرآنُ دستور
،
ورسمه وترتيله والمنافسة في حفظه تبع له لا أصل
،
فعوَّضوا عن إعماله بإهماله
،
وركَّزوا على جوانبه التي لا أقول: هي أقلُّ أهمية مِن الاهتمام بها
،
لكن ترتيب الأولويات من باب الأولى، فصِرْنا نرى مؤسسات حكومية وغير حكومية تدعو للتنافس في مِضمار الحفظ والتجويد... إلخ، ولكن لم نرَ ولو مؤسسة - لا على سبيل الحصر
،
بل مِن باب النادر الذي لا حكم له - تُنادي بتفعيل كلام ربنا
.
أخيرًا، وليس نهائيًّا:
ندعو مجتمعاتنا لتفعيل
القرآن
سلوكًا ومنهجًا ودستورًا، فإن لم تستطع ذلك على سبيل الجَماعة انتقلت الوجوبية للفَردية، فأنت مُطالب بتفعيله في سلوكك ومنهجِك، ومُقتضى حياتك، مراعيًا في ذلك واقعَك، داعيًا مترجمًا له في يومياتك، مع التنبيه على فهم خاطئ لقضية
القرآن
كدستور
،
فأغلب الأذهان تَنصِرف لمسألة الحدود التي تتجلى في قطع يد السارق ورجم الزاني المُحصَن
،
بل الأمر أكبر من ذلك
؛
لأن الحدود باب صغير من أبواب الفقه الإسلامي
،
فالإسلام أوسع من ذلك.
نسأل الله عز وجل السداد والتوفيق.
وسيم العاشق
,
تناهيد
,
نزف القلم
و
1 آخرون
معجبون بهذا
عذبة الإحساس
الموضوع الأصلي:
وعي القرآن
||
الكاتب:
عذب الإحساس
||
المصدر:
منتديات عزف الحروف
www.3-zf.com
كلمات البحث
اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم
المصدر:
♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪
,ud hgrvNk
زيارات الملف الشخصي :
1971
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 9.65 يوميا
MMS ~
عذب الإحساس
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عذب الإحساس
البحث عن كل مشاركات عذب الإحساس