عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 11-29-2021, 09:52 AM
شيخة الزين غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 42
 تاريخ التسجيل : Feb 2020
 فترة الأقامة : 1556 يوم
 أخر زيارة : 05-13-2024 (06:53 AM)
 المشاركات : 119,180 [ + ]
 التقييم : 59807
 معدل التقييم : شيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond reputeشيخة الزين has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

افتراضي هذه الدنيا دار بلاء واختبار



هذه الدنيا دار بلاء واختبار، وليست دار راحة وقرار، والمنغصات فيها كأمواج البحر المتلاطمة، ولا ينجو من ذلك إنسان، يقول تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد:4].

ولا تجد إنساناً كامل السعادة، فالغني يؤرقه خوفه على ضياع ماله، والسلطان يخشى زوال ملكه، والفقير يشقى بفقره، وكثير من البشر لا يدرك قيمة ما حازه ويتطلع إلى ما يفتقده؛ لذلك تجد حياته بائسة لعدم رضاه وقناعته؛ فالغني – مثلاً – قد يحسد الفقير على راحة البال، وفي المقابل يحسد الفقيرُ الغنيَّ على رغد العيش.

وهذه الدنيا لا تهدأ فيها الصراعات بين بني البشر، فنجد الظالم والمظلوم، وقد تدور الأيام وتتبدل الأحوال فنجد مظلومَ اليوم ظالم الغد.

ولكن مَنْ صاحَبَتْهُ معية الله يكون يوم ضعفه ومظلوميته مع الله بالدعاء والاستغفار والصبر والاحتساب، ويوم قوَّته لا ينساق خلف نفسه المنتقمة الباطشة، ويتذكَّر أن العفو أقرب إلى التقوى، وقليل مَنْ يفعل ذلك..

والمصائب تنزل بالإنسان ليظهر جوهره ومعدنه؛ فمنهم من تزيده المصائب قرباً من الله، ومنهم من يجزع ويطيش عقله، ولا يهتدي إلى اللجوء إلى ربه الذي بيده كشف الضر وتحويل المحن إلى منح.

وقد كان من أركان الإيمان الستة: "الإيمان بالقدر خيره وشره، حلوه ومره"(1).

وهذه هي الدنيا؛ يوم حلو، ويوم مُرٌّ، فلا الحلاوة تبقى، ولا المرارة تدوم.

قال أوس بن حارثة، جدُّ الأنصار، لبنيه حين حضرته الوفاة: "الدهر يومان: فيوم لك، ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصطبر، وكلاهماسينحسر"(2).

وهذا الركن ركن عملي وليس نظرياً؛ ففيه الرضا بالقضاء والتسلم له، ففيه الرضا بالقضاء والتسليم له، والثقة في موعود الله بالفرج، والصبر على أمر الله، وغيره من القيم التي تتجلى للإنسان في هذه الأحوال.

قال بعض الحكماء: رُبَّ محبوبٍ في مكروهٍ، ومكروهٍ في محبوبٍ، وكم مغبوطٍ في نعمة هي داؤُه، ومرحوم في داء هو شفاؤه، وربَّ خيرٍ من شرٍّ ونفع من ضرٍّ(3).

وأنشد أمية بن أبي الصلت في معناه:

تجري الأمور على وفق القضاء وفي *** طيِّ الحوادث محبوب ومكروه
فربما سرني ما بتُّ أحذره *** وربما ساءني ما بتُّ أرجوه

إلا أن ضعف النفس البشرية تؤدي بصاحبها إلى ألا يرضى بقضاء الله، فيظهر الاعتراض على هذا القضاء، أو يحمله الجزع وعدم الصبر على قول ما لا يرضى الله عنه..


لذلك حذَّر الرسول صلى الله عليه وسلم الذين يجزعون عند حلول المصائب بهم، ولا سيما عند مصيبة الموت؛ فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ليس منا مَن لطم الخدود، وشقَّ الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية"(4).

وهذا كثيراً ما يقع من النسا؛ فيُكثرن من الصياح والعويل، والندب والنياحة، وإظهار الجزع والتبرم بتقطيع الثياب، وخمش الوجوه، قال الحسن في قوله تعالى: {وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة:12]؛ أي: لا ينحن، ولا يشقنن، ولا يخمش، ولا ينثرن شعراً، ولا يدعون ويلاً.

وقد نسخ الله ذلك بشريعة الإسلام، وأمر بالاقتصاد في الحزن والفرح، وترك الغلو في ذلك، وحضَّ على الصبر عند المصائب، واحتساب أجرها على الله، وتفويض الأمور كلها إليه"(5).


وقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالصبر، فهو المركب الذي لا يغرق أبداً، مَن ركبه فقد نجا؛ فقد مرَّ بامرأة تبكي عند قبر فقال: "اتَّقي الله واصبري".


قالت: إليك عني، فإنك لم تُصب بمصيبتي، ولم تعرفه، فقيل لها: إنه النبي صلى الله عليه وسلم، فأتت باب النبي صلى الله عليه وسلم فلم تجد عنده بوابين فقالت: لم أعرفك.
فقال: "إنما الصبر عند الصدمة الأولى"(6).


فالمصائب مهما عظمت فإن أثرها لا يلبث أن يضعف بمرور الوقت، وقد ينمحي أثرها بالكلية؛ لذلك قال وهب بن منبه: "ما من شيء إلا يبدو صغيراً ثم يكبر، إلا المصيبة فإنها تبدو كبيرة ثم تصغر"(7)؛ لذلك فالإنسان لا يخلو من حالين بينه وبين ربه؛ فشكر المنعم حال النعمة، والصبر على أمره وقضائه حال الضراء.

وقد قيل: المحنة إذا تُلقيت بالرضا والصبر كانت نعمة دائمة، والنعمة إذا خلت من الرضا والشكر كانت نقمة قائمة(8).

فوجب التنبيه على العبد أن لا يغفل"في أوقات النعمة والرخاء عن الاعتداد بالشكر، فلا يُقابل فضل المنعم – تعالى شأنه – بالكفران والنكر، كما أنه إذا ابتلي بمصيبة فلا يُقابلها بالسخط والضجر؛ بل يكون صابراً عند البلاء، شاكراً وقت النعماء"(9).

لذلك كان ابن مسعود رضي الله عنه يقول: "الصبر نِصْف الإيمان، واليقين الإيمان كلُّه"(10).
وقال أبو الدرداء" ذروة الإيمان الصبر للحُكْم، والرضا بالقَدَر(11).

الثقه الله بالفرج



كلمات البحث

اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم





i`i hg]kdh ]hv fghx ,hojfhv




 توقيع : شيخة الزين


رد مع اقتباس