عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 12-11-2021, 06:13 AM
ملكة الحنان غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 242
 تاريخ التسجيل : Nov 2021
 فترة الأقامة : 919 يوم
 أخر زيارة : 06-09-2023 (07:54 PM)
 المشاركات : 72,404 [ + ]
 التقييم : 109197
 معدل التقييم : ملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond reputeملكة الحنان has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

افتراضي منهج الأنبياء في الدعوة (خطبة)



منهج الأنبياء في الدعوة


الخطبة الأولى
إن الحمد لله، نستعينُه ونستغفِرُه، ونعوذ به مِن شرورِ أنفسنا، مَنْ يهدهِ الله، فلا مُضِلَّ له، ومن يُضْلِلْ، فلا هَادِيَ له، وأشهدُ أن لا إله إلا اللهُ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه، يا أيها الذين آمنوا ﴿ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 – 71].

أما بعد:
شَرَفُ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَزِينَتُهَا بَيْنَ الْأُمَمِ حملُها للرسالةِ وتبليغُها دين الله عز وجل.

وقف النبيُ صلى الله عليه وسلم أمامَ الأمةِ يومَ حجةِ الوداعِ، فأشهدَ اللهَ من فوقِ سبعِ سماواتٍ أنه بلغَ رسالتَهُ، وأدى أمانتَهُ، ثم رجعَ إلى المدينةِ، ففاضت روحُهُ ولقيَ الله جل جلاله، فحملَ هذهِ الأمانةَ من بعدهِ الصحابةُ الكرامُ، والأئمةُ الأعلامُ، حملوا همومَ الدعوةِ إلى اللهِ، وتبليغَ رسالةِ اللهِ جل جلاله، فنشروا السننَ والآثارَ، وحدثوا بالسيرةِ والأخبارِ، ففتح اللهُ بها قلوباً غلفاً وأذانٌ صماً وأعيناً عمياً، وقادوا إلى صراطٍ مستقيم.

كان منهجُ الصحابةِ وسلفِ هذهِ الأمةِ في الدعوةِ إلى اللهِ يسيرُ وفقَ معاييرَ نبويةٍ مستقاةٍ من أوامرَ ربانيةٍ ﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [النحل: 125]، كلماتٌ معدوداتٌ ترسُمُ طريقَ الدعوةِ وتحددُ أهدافَهَا وتبينُ وسائلهَا.

﴿ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ ﴾؛ لا إلى شهرةِ نفسكَ، ولا إلى عنصرِ جسدكَ، ولا إلى حزبِ أتباعكَ، وإنما تجردٌ وإخلاصٌ للهِ واتباع. فخير الموعظةِ ما كانت من قائلٍ مخلصٍ، إلى سامعٍ منصفٍ.

﴿ بِالْحِكْمَةِ ﴾؛ تقدير المصالحِ من المفاسدِ.. الشدةُ في موضعِها حكمةٌ، والرفقُ في موضعهِ حكمةٌ، وما كان الرفقُ في شيءٍ إلا زانهُ، وما نُزعَ من شيءٍ إلا شانه.

ووضعُ الندى في موضعِ السيفِ بالعلا
مُضِرٌ كوضعِ السيفِ في موضعِ الندى

﴿ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ﴾؛ التي تدخلُ إلى القلوبِ برفقٍ، وتتعمقُ المشاعرَ بلطفٍ.

الرفقُ في المواعظِ يهدي القلوبَ الشاردةَ، ويؤلفُ القلوبَ النافرةَ؛ ﴿ فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى ﴾ [طه: 44].

﴿ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾؛ جدالٌ بألطفِ الأقوالِ، لا تحامُلَ على المخالفِ ولا ترذيلَ له وتقبيحَ لشخصهِ، وإنما محاورةُ بالحسنى وإقناعُ للوصولِ للحقِ.

هذا منهجُ الأنبياءِ والمرسلين وهذه نداءاتهُم:
بشارةٌ ونذارة: ﴿ وَيَاقَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ ﴾ [هود: 52]، ﴿ وَيَاقَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ ﴾ [غافر: 32].

عوةُ للتوحيدِ ونبذٌ للشركِ ومحاربةٌ للفسادِ: ﴿ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا فَقَالَ يَاقَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا الْيَوْمَ الْآخِرَ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [العنكبوت: 36].

موعظةٌ واشفاقٌ: ﴿ وَقَالَ الَّذِي آمَنَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ سَبِيلَ الرَّشَادِ * يَا قَوْمِ إِنَّمَا هَذِهِ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَإِنَّ الْآخِرَةَ هِيَ دَارُ الْقَرَارِ ﴾ [غافر: 38، 39].

أمرٌ بالمعروفِ ونهيٌ عن المنكرِ: ﴿ وَيَا قَوْمِ أَوْفُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [هود: 85].

تحذيرٌ من شؤمِ المنكراتِ وعقوبتِها: ﴿ وَيَا قَوْمِ لَا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ ﴾ [هود: 89]، ﴿ يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَنْ يَنْصُرُنَا مِنْ بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءَنَا ﴾ [غافر: 29].

ومع هذه النداءاتِ المشفقةِ من أنبياءِ اللهِ ورسلهِ لقومهِم فلم يسلَموا من البلاءِ، فأمّا نوحٌ فازدُجر، وأما صالحٌ فقيل له: كذابُ أشِر، وأما هودٌ فقُهِر، وأما زكريا فنُشر، وأما يحيى فنُحر، وأما موسى فضاق به المفر، وأما عيسى فافتَقَر، وأما محمد فابتُلي فَصَبر، وأعطي فشكر، قال الله لنبيهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ ﴾ [النحل: 127]، وقال: ﴿ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً ﴾ [المعارج: 5]، ﴿ وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾ [المزمل: 10]، ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85]، ﴿ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ ﴾ [آل عمران: 159]، ﴿ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ﴾ [آل عمران: 134]، ﴿ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ﴾ [المؤمنون: 96].

بصرنا الله وإياكم بالحكمةِ والبيان، والرفقِ على الأنام، ورزقنا الصبرَ وحسنَ الختام.

وأستغفر الله لي ولكم وللمسلمين والمسلمات فاستغفروه إن ربي رحيم ودود.

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنِ اجْتَبَى.

أَمَّا بَعْدُ:
العلمُ هو البصيرةُ، ولا دعوةَ إلا بعلمٍ صحيحٍ وإخلاصٍ للهِ وصدقٍ مع اللهِ.. جاء ضمامُ بنُ ثعلبةَ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فعلمهُ النبيُ صلى الله عليه وسلم أركانَ الإسلامِ، فَقَالَ ضِمَامُ: آمَنْتُ بِمَا جِئْتَ بِهِ، وَأَنَا رَسُولُ مَنْ وَرَائِي مِنْ قَوْمِي، ثم قال وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَا أَزِيدُ عَلَيْهِنَّ، وَلَا أَنْقُصُ مِنْهُنَّ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «لَئِنْ صَدَقَ لَيَدْخُلَنَّ الْجَنَّةَ». أخرجه البخاري ومسلم. علمٌ وصدقٌ وإخلاصٌ.

الدعوةُ للتوحيدِ أساسُ الدعوةِ، والنهيُ عن المنكرِ ملازمٌ للأمرِ بالمعروفِ.. أخرج الإمامُ مسلمُ عن أبي الهياجِ الأسدي، قال: قال لي عليُ بنُ أبي طالب رضي الله عنه: ألا أبعثكَ على ما بعثني عليهِ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ «أن لا تدعَ تمثالاً إلا طمستَهُ ولا قبرًا مشرفًا إلا سويتَه».

هذه معاييرُ الدعوةِ وأسُسُها ومنطلقُها وغايتُها وهي التي أمرَ اللهُ عز وجلَ نبيَهُ باتباعِها؛ ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108] على بصيرةٍ وعلمٍ وهدى.

وإنه مهما اختلَفَت مسمياتُ الطوائفِ أو الفِرَقِ أو الجماعاتِ؛ فإن كتابَ اللهِ وسُنةَ نبيهِ صلى الله عليه وسلم يُمَحِّصانِ الحقَّ من الباطِلِ، ويكشفانِ الخبيثَ من الطيبِ، ويُميزانِ الغَثَّ مِنَ السَّمِين. وفي صحيح البخاري قال عمر رضي الله عنه: "حَسْبُنَا كِتَابُ اللَّهِ"، و«مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» فالمرد في ذلك منهجُ الكتابِ والسنةِ وطريقةُ سلفِ هذه الأمةِ.

اللهم فقهنا في الدين، وعلمنا الحكمة والتأويل، واصرف عنا وعن المسلمين كل سوء وفتنة، وأعذنا من شر حاسد إذا حسد.
اللهم اجعلنا من أنصار دينك وشرعك، اللهم صل وسلم على من بلغ الرسالة.


كلمات البحث

اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم





lki[ hgHkfdhx td hg]u,m (o'fm)





رد مع اقتباس