عرض مشاركة واحدة
قديم 02-27-2020, 03:48 PM   #2


الصورة الرمزية شيخة الزين
شيخة الزين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 أخر زيارة : 05-06-2024 (10:47 PM)
 المشاركات : 119,166 [ + ]
 التقييم :  59807
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

الاوسمة

افتراضي





• الآية 21:﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ - وهم الذين اكتسبوا الشِرك والمعاصي بجوارحهم، وخالَفوا أمْر ربهم -، فهل ظنوا﴿ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً أي متساوينَ ﴿ مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ ﴾؟! أي في دنياهم وآخرتهم؟!(لا يكونُ هذا أبداً) ﴿ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ ﴾: أي قبح حُكمهم بالمساواة بين الفجار والأبرار.

الآية 22:﴿ وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ أي خلَقَهما سبحانه لإقامة العدل والثواب والعقاب بين عباده، فأنزل الشرائع وأرسل الرُسُل، ليَعمل الناس في هذه الدنيا ﴿ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ ﴾ في الآخرة ﴿ بِمَا كَسَبَتْ ﴾ مِن خيرٍ أو شر ﴿ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾ (فكيف إذاً يُساوونَ بين الصالحين والمُفسدين؟! هذا ليس من العدل في شيء).

الآية 23: ﴿ أَفَرَأَيْتَأيها الرسول ﴿ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ ﴾ أي جَعَل طاعته لهَواه كطاعة المؤمن لله، فلا يَهوى شيئاً إلا فَعَله ﴿ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ ﴾ يعني: وأضلَّه الله بعد وصول العلم إليه وقيام الحُجَّة عليه، (ولَعَلّ المقصود من قوله تعالى: (عَلَى عِلْمٍ) أي على عِلمٍ من الله تعالى بأنه لا يَستحق الهداية، بسبب اتّباعه لهواه وعدم انقياده لشرع الله)، ﴿ وَخَتَمَ ﴾ سبحانه ﴿ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ ﴾ فلا يَسمع مواعظَ اللهِ بتدبُّر وانتفاع، ولا يَعقلها بقلبه، ﴿ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً ﴾: أي جعل سبحانه على بصره غطاءً، فلا يرى البراهين الدالة على استحقاق الله وحده للعبادة، ﴿ فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ ﴾: يعني فمن يوفقه للحق والرشد بعد إضلال الله له؟! ﴿ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ ﴾: يعني أفلا تتعظون - أيها الناس - فتعلموا أنَّ مَن فَعَل الله به ذلك لن يهتدي أبدًا؟، إذاً فاطلبوا من ربكم الهداية بصِدق، ولا تتّبعوا أهوائكم، (وفي الآية تحذير للمؤمن مِن أن يفعل كل ما تهواه نفسه).

الآية 24، والآية 25: ﴿ وَقَالُوا أي قال مُشرِكو مكة: ﴿ مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا ﴾: يعني ما الحياة إلا حياتنا الدنيا التي نحن فيها، ولا حياة غيرها (وهذا تكذيبٌ منهم بالبعث بعد الموت)، وقالوا: ﴿ نَمُوتُ وَنَحْيَا ﴾ أي جيلٌ يموت وجيلٌ يَحيا، فيموت الآباءُ مِنّا ويَحيا الأبناء ﴿ وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ ﴾: أي ما يهلكنا إلا مَرُّ الليالي والأيام وطول العمر، ثم قال تعالى: ﴿ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ ﴾﴿ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ ﴾: أي ما يتكلمون إلا بالظن الناتج عن التخمين واتّباع الآباء بغير دليل،﴿ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آَيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ﴾ أي واضحاتِ الدلالة في قدرة الله على البعث بعد الموت: ﴿ مَا كَانَ حُجَّتَهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا ﴾: ﴿ ائْتُوا بِآَبَائِنَا ﴾ أي ائتونا - يا محمد أنت ومَن معك - بآبائناالذين قد ماتوا، فأحيُوهم لنا ﴿ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ في أنّ الله يَبعث مَن في القبور.

الآية 26:﴿ قُلِ لهم أيها الرسول: ﴿ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ﴾ (فهو سبحانه المُتفرِّد بالإحياء والإماتة، وأنتم تعلمون ذلك أيها المُشرِكون، فلقد كنتم أمواتًا وأنتم في العَدم، فأوجدكم سبحانه ونَفَخَفيكم الحياة، فكذلك لا يُعجزه إحياءكم بعد موتكم) ﴿ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ ﴾مِن قبوركم ﴿ إِلَى ﴾أرض المَحشَر في﴿ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ﴾ الذي﴿ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾ أي الذي لا شَكَّفيه ﴿ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ أي لا يَعلمون قدرة اللهِ على إحياءهم كما بدأ خَلْقهم.

الآية 27: ﴿ وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ خَلقًا ومُلكًا وتصرفاً (فالقادر على خَلْق ذلك كله، قادرٌ على بَعْث عباده يوم القيامة من قبورهم أحياءً)، ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ ﴾ (وهم الذين يريدون إبطال الحق الواضح بالأهواء الفاسدة)، فهؤلاء يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة بدخولهم نار جهنم وحِرمانهم من نعيم الجنة.

من الآية 28 إلى الآية 32:﴿ وَتَرَى - يوم القيامة - ﴿ كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً ﴾: أي ترى أهلَ كل مِلَّةٍ باركينَ على رُكَبهم - لشدة الذل والخوف - يَنتظرون حُكم الله فيهم، ﴿ كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا ﴾ يعني إلى رؤية كتاب أعمالها، ويُقال لهم: ﴿ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾فـ ﴿ هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ ﴾ أي يَنطق عليكم بجميع أعمالكم من غير زيادة أو نقصان، ﴿ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾: أي كنا نأمر ملائكتنا بنسخ أعمالكم وكتابتها وأنتم لا تشعرون، ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا ﴾باللهِ ورسوله، وبكل ما أخبَرهم به من الغيب ﴿ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ - بإخلاصٍ للهِ تعالى، وعلى النحو الذي شَرَعه - ﴿ فَيُدْخِلُهُمْ رَبُّهُمْ فِي رَحْمَتِهِ ﴾ أي يدخلهم في جنّته برحمته (بسبب إيمانهم وعملهم الصالح) ﴿ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ ﴾ أي الفوز الواضح الذي لا فوزَ مِثله،﴿ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ أي جحدوا أن الله هو الإله الحق وكذَّبوا رُسُله ولم يعملوا بشرعه، فهؤلاء يقول الله لهم توبيخًا: ﴿ أَفَلَمْ تَكُنْ آَيَاتِي تُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاسْتَكْبَرْتُمْ ﴾ عن استماعها والإيمان بها، ﴿ وَكُنْتُمْ قَوْمًا مُجْرِمِينَ ﴾ أي كنتم قومًا مُشرِكين تفعلون المعاصي ولا تؤمنون بثوابٍ ولا عقاب؟! ﴿ وَإِذَا قِيلَ ﴾ لكم: ﴿ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ ﴾ بالبعث ﴿ حَقٌّ ﴾﴿ وَالسَّاعَةُ ﴾ التي تقوم فيها القيامة ﴿ لَا رَيْبَ فِيهَا ﴾ أي لا شك في مجيئها، ﴿ قُلْتُمْ ﴾ حينئذٍ: ﴿ مَا نَدْرِي مَا السَّاعَةُ ﴾﴿ إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا ﴾: يعني ما نتوقع وقوعها إلا ظناً ﴿ وَمَا نَحْنُ بِمُسْتَيْقِنِينَ ﴾:أي لسنا على يقين وتأكد من أن الساعة آتية، (وهذا بالنسبة لبعض الناس، وإلاّ فقد تقدم أن بعضهم كان يُنكر البعث بالكُلِّية).

الآية 33، والآية 34، والآية 35:﴿ وَبَدَا لَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا: أي ظَهَرَ لهؤلاء المُكَذِّبين جزاءُ ما عملوه من الأعمال القبيحة ﴿ وَحَاقَ بِهِمْ مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴾: يعنيأحاط بهم - من كل جانب - عذاب النار الذي كانوا يَسخرونمنه ويستعجلون به، ﴿ وَقِيلَ ﴾ لهم: ﴿ الْيَوْمَ نَنْسَاكُمْ كَمَا نَسِيتُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا ﴾ يعني: اليوم نترككم في عذاب جهنم، كما تركتم الاستعداد للقاء ربكم بالإيمان والعمل الصالح والتوبة والاستغفار، ﴿ وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ ﴾: أي مَسكنكم الدائم هو نار جهنم ﴿ وَمَا لَكُمْ مِنْ نَاصِرِينَ ﴾ يُنقذونكم مِن حَرّها وعذابها، ﴿ ذَلِكُمْ ﴾ أي هذا العذاب الذي أصابكم ﴿ بِأَنَّكُمُ اتَّخَذْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ﴾: أي بسبب أنكم اتخذتم آيات الله وحُجَجه استهزاءً ولعبًا ﴿ وَغَرَّتْكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا ﴾: أي خدعتكم الحياة الدنيا بزينتها، ﴿ فَالْيَوْمَ لَا يُخْرَجُونَ مِنْهَا ﴾ أي من النار، ﴿ وَلَا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ ﴾: أي لا يُطلب منهم العُتبَى (وهو إرضاءربهم بالتوبة والعمل الصالح)،فقد فاتَ أوانُ ذلك.

الآية 36، والآية 37: ﴿ فَلِلَّهِ الْحَمْدُ على ما حَكَمَ به لأهل الجنة (فضلاً وإحساناً)، وعلى ما حَكَمَ به على أهل النار (عدلاً وحكمة)، والشكر له على نعمه التي لا تُحصَى، فهو سبحانه ﴿ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ أي مُدَبِّر أمْرالخلائق أجمعين ﴿ وَلَهُ ﴾ وحده ﴿ الْكِبْرِيَاءُ ﴾ أي العظمة والجلال والسُّلْطان والحكم النافذ على مَن شاء ﴿ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ﴾، ﴿ وَهُوَ الْعَزِيزُ ﴾ أي الغالَب، الذي لا يمنعه أحد من فعل ما يريد ﴿ الْحَكِيمُ ﴾ في أقواله وأفعاله وقدَره وشَرْعه.




 

رد مع اقتباس