عرض مشاركة واحدة
#1  
قديم 07-29-2020, 12:26 AM
الدكتور على حسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 4
 تاريخ التسجيل : Jan 2020
 فترة الأقامة : 1576 يوم
 أخر زيارة : 07-01-2023 (02:16 PM)
 المشاركات : 527 [ + ]
 التقييم : 310
 معدل التقييم : الدكتور على حسن is a jewel in the roughالدكتور على حسن is a jewel in the roughالدكتور على حسن is a jewel in the roughالدكتور على حسن is a jewel in the rough
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

3 Zf23 نظرات فى القرآن .. أصعب عَقبة








ربما كانت أصعب عقبة فى طريق النجاح والتميز هى الشروع فى السَّيْر فى هذا الطريق؛ لأنه يعنى أن يتحكّم الإنسانُ -أوّلًا- فى نفسه، وهو أمرٌ إنْ نجح فيه مرة فقد يفشل فيه مَرّات، بل تبقى الحاجة إلى التحكم فى النفس حاضرةً عند كل عقبة يلقاها بعد الشروع الأول؛ لذلك كان على الإنسان أن يطلب -أوّلًا- فَهْم تلك النفس؛ حتى يستطيع ترويضها وتوطينها على استمرارِ السَّيْر فى الطريق المؤدى إلى الهدف، والتغلبِ على عقباته.

وكما يقول مصطفى حمدون أمين الباحث فى الفكر الإسلامى بكلية دار العلوم بالقاهرة فإن الإحاطة بطبيعة النفوس البشرية وما يطرأ عليها من عوارض –تكاد تكون من المحالات، وأقصى ما يمكن الوصول إليه هو استنباط بعض الخصائص والعلامات الغالبة. ولو فُرِض أنّ تلك الإحاطةَ مُمكِنةٌ لباحثٍ أو جماعة مِن الباحثين، فإنها تبقى محالة فى حق مجموع البشر، ومن الصعب على الإنسان الذى أحاط بها أن يستحضر مقتضيات تلك الخصائص عند كل عقبة يلقاها.

لأجل ذلك كان من قواعد هذه الحياة اعتمادُ التجربة والخبرات السابقة، والاستفادةُ من نتائجها فى تصحيح المسار وتحسين الأداء؛ للوصول إلى أفضل نجاح ممكن.

وربما كان فى تلك القاعدة الحياتية ما يُفسِّر مَيْل النفس الطَّبْعِيّ ورغبتها إلى الاستماع للقصص والحكايات التى تُهَوِّن عليها الصعاب، وتستعين بها للتوصل إلى طرق التغلب على ما تلقاه من مشكلات، وربما كشَف ذلك عن هدفٍ من أعظم أهداف كَثْرة أخبار السابقين فى القرآن وتكرار بعضها بسياقات مختلفة؛ لعل المتأمِّلَ فيها يعقِلها وينتفع بها فى أمر دنياه وآخِرته.

ولكن لا يكفى أنْ يُدرِك الإنسانُ العِبرةَ من قصص السابقين وتجاربهم؛ لأنَّ نفسَه قد لا تتطاوعه على العمل بمقتضى ذلك الإدراك؛ لذلك جعل الله له وسيلةً أعظم، وهى مع عِظَمها يسيرةٌ على نفسِه لا تكلفها حين الشروع فيها مشقةً، إنها الدُّعاء؛ حيث يستعين على نفسه بِمَن سواها.

وهو -إن كان مسلمًا- لا يحتاج إلى تكلُّف التفكير فى أفضل صِيَغ الدعاء وأوقاته؛ لأنه يدعو -بالفعل- فى أفضل أوقاته بأفضل صوره سبعَ عشرةَ مرةً يوميًّا؛ حيث يقرأ فى كل ركعة من الصلوات الخمس: «إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ». فإنه إنْ أخلص فى استعانته بمَن سَوَّى نفسه؛ زكَّاها، وعلَّمه، وأخرجه برحمته من الظلمات إلى النور؛

ليتحقق له الفلاح فى الدنيا والآخرة.
لكم خالص تحياتى وتقديرى
الدكتور علـى


كلمات البحث

اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم





k/vhj tn hgrvNk >> Hwuf uQrfm Hwuf hgrvNk uQrfm td





رد مع اقتباس