ننتظر تسجيلك هـنـا

{ اعلانات مملكة عزف الحروف ) ~
 
 
 
 

الإهداءات


العودة   ♪。♡ مملكة عزف الحروف。♡ ♪ > ♪╣[ عزف الإسلامى ]╠♪ > ♫ıl القرآن الكريم و علومه ıl♫

♫ıl القرآن الكريم و علومه ıl♫ ┘¬»[ تفسير القرآن و آيات القرآن و معجزات القران

-==(( الأفضل خلال اليوم ))==-
أفضل مشارك :
أفضل مشارك
بيانات ناطق العبيدي
اللقب
المشاركات 224
النقاط 10

« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: أُمورٌ يَكْرَهُهَا النبيُّ صلى الله عليه وسلم (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: شرح حديث: كان يستفتح الصلاة بالتكبير (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: نقوش مؤلمه (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: دور قائمة المترجمين المعتمدين من السفارة الألمانية في تسهيل الاتصال بين الثقافات (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: رسائل عن يوم المرأة العالمي 2023 (آخر رد :doaausef3li)       :: تكاليف ورسوم دراسة العلاج الطبيعي في ماليزيا وشروط القبول (آخر رد :عذب الإحساس)       :: ادخلي الجنة من أي أبواب الجنة شئت (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: حديث إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: أُمورٌ يُحِبُّهَا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم (آخر رد :ناطق العبيدي)       :: تسوية الصفوف وإتمامها في الصلاة (آخر رد :ناطق العبيدي)      

قائمة الاعضاء المشار إليهم :

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
#1  
قديم 03-20-2020, 06:23 AM
تراتيل عشق غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل : Mar 2020
 فترة الأقامة : 1512 يوم
 أخر زيارة : يوم أمس (10:04 PM)
 المشاركات : 150,685 [ + ]
 التقييم : 47318
 معدل التقييم : تراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond reputeتراتيل عشق has a reputation beyond repute
بيانات اضافيه [ + ]

الاوسمة

3 Zf93 قوم سبأ والنعمة التي لم يشكروها










إن الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1]، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70-71].
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي رسوله محمد بن عبد الله، صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
أيها الناس، يقول الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ: 15] ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ [سبأ: 16] ﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾ [سبأ: 17] ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18] ﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [سبأ: 19].
عباد الله، ما أحسن أن يقرأ الإنسان التاريخ قراءة متأنية فيعرف أخبار الأمم والدول والأفراد والمجتمعات، فينظر كيف كانت الحال وكيف صار المآل، وكيف كانت العاقبة والخاتمة للمحسنين والمسيئين.
ليقيس أحوال الزمان الحاضر على أحوال الزمان الغابر؛ فسنة الله في عباده واحدة متقدمهم ومتأخرهم: ﴿ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [فاطر: 43].
أيها المسلمون، وفي القرآن الكريم من أخبار الأمم وأحوال أهلها أفراداً وجماعات أصدق الأخبار وأحسنها، وأكثرها عبرة للمعتبرين وموعظة للمتعظين.
ففي الآيات السابقة ذكرَ الله تعالى خبراً عن قوم سبأ الذين كانوا يعيشون في مأرب، وينتمون إلى رجل يقال له: سبأ، وهو من نسل قحطان، وكان رجلاً مسلمًا، وقد أرسل الله تعالى إلى قومه أنبياء فاهتدوا بهم، فأنعم الله عليهم بنعم كثيرة، فطاب هواؤهم، وحسنت أرضهم، ودرّ رزقُهم، وجمل حالهم في حلهم وترحالهم[2].
فاستمروا على هذه الحال إلى أن كفروا وجحدوا، وأعرضوا عن الهدى، فأبدلهم الله بعد تلك النعم جوعًا وظمأ، ونقمًا وبلاء، وتفرقًا وتمزقًا في أرجاء الجزيرة العربية.
جاء في سنن أبي دود وفي سنن الترمذي -بسند حسن صحيح- عن فروة بن مسيك المرادي قال: إن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، ما سبأ: أأرض هو أم امرأة؟ قال: ليس بأرض ولا امرأة، ولكنه رجل ولد عشرة من العرب، فتيامن منهم ستة، وتشاءم منهم أربعة[3]، فأما الذين تشاءموا: فلخم وجذام، وغسان وعاملة، وأما الذين تيامنوا: فالأزد والأشعريون وحمير، وكندة ومذحِج وأنمار).
لقد بقي قوم سبأ على شركهم وضلالهم يعبدون الشمس إلى عهد ملكتهم بِلقيس، وكان من خبرها مع نبي الله سليمان عليه السلام ما قصَّ اللهُ تعالى في سورة النمل.
أيها الأحباب الفضلاء، ذكر الله تعالى الآيات الماضية عن قوم سبأ في سورة سُميت باسمهم، فذكرها عقب الحديث عن نبيه سليمان؛ لما بين قوم سبأ وسليمان من الارتباط في عهد ملكة سبأ.
وقد ذكر سبحانه هذه الآيات في سورة مكية تحاجج قريشًا المشركين الذين أنعم الله عليهم بجوار البيت الحرام الذي كثر فيه رزقهم واتسع بسببه أمنُهم، وأنعم الله عليهم بالنعمة الكبرى ألا وهي بعثُ نبي آخر الزمان منهم، قال تعالى: ﴿ لِإِيلافِ قُرَيْشٍ ﴾ [قريش: 1] ﴿ إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ﴾ [قريش: 2] ﴿ فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ ﴾ [قريش: 3] ﴿ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ ﴾ [قريش: 4]. ولكنهم استمروا على شركهم وعنادهم لرسوله عليه الصلاة والسلام، فذكَّرهم الله بقصة سبأ حتى يعلموا أن النعم إذا لم تشكر فإن مصيرها الزوال، ومآل أهلها الكافرين الهلاك.
ففي هذه الآيات الكريمات يصف الله تعالى حال هؤلاء القوم الذين رغد عيشهم، وحسنت أحوالهم، وعظم أمنهم، غير أنهم لم يستجيبوا لدعوة الأنبياء، ولم يشكروا الله على هذه النعماء. فأمهلهم حتى انتهت المهلة فنزلت العقوبة عليهم وعلى نعمتهم فاجتاحت تلك المزارع، وأجدبت الأرض وساء الهواء، فلم يستطع جمعهم البقاء في تلك المجاعة والظروف السيئة.
فتفرقوا بعد اجتماعهم وقوتهم إلى جماعات جماعات، كل منها اتجه إلى مكان داخل اليمن وخارجها، حتى وصل بعضهم إلى الشام، وبقوا هناك، ولازال لبعضهم في الشام والعراق نسل إلى اليوم.
أيها المسلمون. يقول تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَنْ يَمِينٍ وَشِمَالٍ كُلُوا مِنْ رِزْقِ رَبِّكُمْ وَاشْكُرُوا لَهُ بَلْدَةٌ طَيِّبَةٌ وَرَبٌّ غَفُورٌ ﴾ [سبأ: 15].
يعني: لقد كان لقوم سبأ في مأرب برهان يدل على قدرة الله تعالى في الخلق والرزق، هذا البرهان والعلامة على القدرة هو بستانان متصلان، على يمين الوادي أو الطريق وشماله، هذان البستانان مملوآن بما لذ وطاب من الخضروات والفواكه.
وكانت تلك البلاد طيبة التربة صالحة لإنبات تلك الفواكه والخضروات أحسن ما يكون الإنبات، كما كانت طيبة الهواء، فياضة الماء، مما يساعد على نماء تلك النعمة، وعلى حسن مقامهم في تلك البلاد. فهي بلاد صالحة للسكن والزراعة؛ إذ ليس فيها آفات تؤذي الساكن، ولا آفات تعدم الزراعة أو تنقصها.
فأباح الله تعالى لهم هذه النعمة الجزيلة التي هي رزق منه وحده، وأمرهم بعبادته وشكره، ووعدهم بأنه رب غفور لذنوبهم إذا استغفروه وتابوا إليه.
من هذه الآية الكريمة يتبين أن صلاح الأرض للزراعة، ووفرة الماء، وطيب الهواء، من أعظم نعم الله على الخلق. وذلك مما يساعد على الاستقرار والكفاية، ويعين على عبادة الله وعدم الحاجة إلى الآخرين، وقطع المسافات لجلب ذلك الرزق الذي لا يمكن الاستغناء عنه.
ومن هذه الآية الكريمة نستفيد أن النعمة إذا كانت في مسكن الإنسان وموضع قراره فهي أعظم من النعمة التي تُجلب من خارجه. ومن العِبر في هذه الآية: أن الله تعالى ينعم على عباده بنعم لينظر من يشكره فيُبقي عليه النعمة ويزيده، ومن يكفر نعمته فيذهبها عنه ويعاقبه. ومنها: بيان عظم هذه النعمة الغذائية والبيئية والأمنية التي كان يَنعم بها قوم سبأ. ومنها: أن النعمة بدون حارس الشكر تهجم عليها العقوبة، فمن شكر نعمة الله - وأعظم الشكر العمل بأوامره واجتناب نواهيه - فقد حرس نعمته من الذهاب، ومن لم يشكرها - فصار بعيداً عن طاعة الله عاملاً بمعصيته - فإن نعمته ستذهب ولو بعد حين. ومنها: أن طيب البلاد وحسن جوها نعمة عظيمة قد لا يعرف قدرها بعضُ الناس إلا إذا صار إلى بلاد كثيرة الوخم والوباء، سيئة الأحوال والهواء. ومنها: بيان سعة حلم الله على عباده وعظيم رحمته بهم؛ فإنه وعدهم بالمغفرة إذا تابوا إليه واستغفروه مهما فعلوا من الخطايا.
أيها الإخوة الفضلاء، ثم يقول تعالى: ﴿ فَأَعْرَضُوا فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ وَبَدَّلْنَاهُمْ بِجَنَّتَيْهِمْ جَنَّتَيْنِ ذَوَاتَي أُكُلٍ خَمْطٍ وَأَثْلٍ وَشَيْءٍ مِنْ سِدْرٍ قَلِيلٍ ﴾ [سبأ: 16] ﴿ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلَّا الْكَفُورَ ﴾ [سبأ: 17].
لقد مكث قوم سبأ في تلك النعمة الوارفة لاهين في نعمتهم، غافلين عن ربهم، عاصين لرسله، غير شاكرين اللهَ على فضله؛ فقد أعرضوا عن دعوة المرسلين الذين جاءوهم بالتوحيد، والدعوة إلى شكر النعمة. فأمهلهم الله، ولكنهم لم يستفيدوا من الإمهال، فجاءت العقوبة عليهم من رب العالمين الذي أنعم عليهم فكفروا نعمه.
فأذهب عز وجل تلك النعمة، حيث أرسل عليهم السيل الشديد الآتي من الأمطار الغزيرة ومن خراب سد مأرب، فخربت مزارعهم وبساتينهم، وانقطع عنهم الماء بعد ذلك، فصاروا بلا مزارع ولا ماء، ولا طيب هواء. وأُبدلوا بعد تلك الأشجار المثمرة أشجاراً مُرَّة غير مثمرة، أو أشجاراً قليلة الثمر وكثيرة الشوك، فكان منها الأثل والنبق.
وما حصل هذا التبديل إلا بسبب كفرهم لربهم وعدم شكرهم له سبحانه. وما يجازي الله بهذه العقوبة الشديدة إلا الجاحدين المبالغين في الكفر، والجزاء من جنس العمل، أما من لم يكن مثلهم فيجازي الله كلاً بقدر ذنبه وجحوده.
أيها الإخوة الأفاضل، من هذه الآية الكريمة نستفيد من العبر: أن النعمة إذا لم توافق نفسًا صالحة فإنها تكون سببًا للبطر والأشر والكبر وكثرة المعاصي. ومنها: أن الإعراض عن شكر الله وطاعته سبب لذهاب النعمة، فطاعة الله سبب البقاء، ومعصيته طريق الفناء. ومنها: أن كثرة الجحود مع سعة النعمة يقرِّب العقوبة؛ فلهذا قال: ((فأعرضوا فأرسلنا)) بدون مهلة كثيرة.
ومنها: أن الله يسلط على النعمة التي لم تُشكر شيئًا يذهبها قد لا يتوقعه أصحاب النعمة.
ومنها: أن الماء حينما كان عليهم نعمة في تلك البلاد فلم يشكروها، أرسله الله بعد ذلك عذابًا عليهم؛ حيث جاء كثيراً عن الحاجة فاجتاح نعمتهم فأفسدها وأذهبها. ومنها: أن النعمة قد تذهب في طرفة عين دون وقت كثير، وهذا أنكى في العقوبة. ومنها: بيان عدل الله تعالى، وأنه جل وعلا أنزل عليهم العقاب بسبب كفرهم، ولا يظلم ربك أحداً. ومنها: أن جزاء المعاصي منه ما هو معجل، وهو ليس نهاية الجزاء وتمامه، بل هو جزء مقدَّم فقط، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى.
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
ثم يقول تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقُرَى الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا قُرًى ظَاهِرَةً وَقَدَّرْنَا فِيهَا السَّيْرَ سِيرُوا فِيهَا لَيَالِيَ وَأَيَّامًا آمِنِينَ ﴾ [سبأ: 18] ﴿ فَقَالُوا رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا وَظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [سبأ: 19].
أيها المسلمون، لقد كان مما أنعم الله على قوم سبأ: أنهم إذا سافروا إلى أرض الشام كانوا آمنين من الأعداء، مطمئنين على الغذاء، غير خائفين من الجوع والظمأ؛ فقد كانت لهم مدن متصلة من مأرب إلى الشام، فكلما انتهوا من واحدة بدتْ أخرى، وفيها حراسة الطريق، وفيها طعام وشراب، وفيها يقيلون وينامون، فلا يجدون مشقة، ولا يشكون حاجة، ولا يتعبهم بُعدُ شُقّة. فلا يحتاجون ما يحتاج غيرهم في سفره من أخذ الزاد والماء، ولا يخافون لصوصًا وقطاع طريق، بل يسيرون إلى وجهتهم ويعودون آمنين متى شاءوا من ليل أو نهار، وهذه نعمة عظيمة عليهم.
ولكنهم ملُّوها وكرهوها، فطلبوا تباعد تلك القرى ليقطعوا الفيافي والقفار كبقية الناس، ويأخذون معهم زادهم وسلاحهم، وغير ذلك من حاجات المسافر في الأرض المهلكة!
فظلموا أنفسهم بكفرهم وجحود هذه النعمة عليهم، فعاقبهم الله بخراب بلادهم، وذهاب نعمتهم، فاضطروا للهجرة عنها متفرقين في البلاد حولهم، واشتهر ذلك عنهم في بلاد العرب، فصار الناس يضربون بتفرقهم وتمزقهم المثل فقالوا: "تفرقوا أيدي سبأ" يعني: ذهبوا مذاهب شتى يسلكون منها إلى أقطار عدة.
قال الشاعر:
فيا لكِ من دارٍ تفرَّق أهلُها *** أياديْ سباً عنها وطالَ انتقالُها[4]
عباد الله، من هذه الآيات الكريمة نستفيد من العبر: أن توفر الأمن والغذاء في الأسفار من نعم الله، وعلى أولياء أمور الناس توفير ذلك لمن ولاهم الله عليهم. ومنها: أن سفر الإنسان ورجوعه من سفره من غير خوف ولا مشقة ولا حاجة نعمة من الله عظيمة. ومنها: أن بقاء الإنسان في وطنه الذي يجد فيه رزقه الكافي وعدم حاجته إلا الاغتراب نعمة من نعم الله كذلك.
ومنها: أن التفرق والتمزق عقوبة آتية بسبب المعاصي. ومنها: أن كثيراً من الناس يسمعون أو يقرأون ما حلّ بالعصاة ولكنهم لا يعتبرون، فهلا اعتبر أعداء الأمة الإسلامية بما حل بأسلافهم المتجبرين المترفين، وكيف ذهبت قواتهم المتعددة، ولحقوا بها هالكين! إن في ذلك لعبرة لمن كان له قلب.
ومنها: أن النعمة تحتاج إلى صبر شديد عليها، كما تحتاجه البلية، بل إن الصبر على ما يحب الله في النعم قد يكون أشد من الصبر على البلاء والمصائب.
ومنها: أن النعمة تحتاج إلى شكر كثير، وإلا فمصيرها إلى الزوال والهلاك.
فـ"من لم يشكر النعم فقد تعرّض لزوالها، ومن شكرها فقد قيّدها بعقالها، والشكر قيدٌ للموجود، وصيدٌ للمفقود"[5]. فاشكروا النعمةَ - عباد الله - بطاعة الله وحُسنِ الثناء عليه، واستعمالها فيما يرضي واهبها تعالى، وإياكم وجحودَ النعم بعصيان المنعِم، والبطرِ بالنعمة، والتكبر بها على الخلق، فيا سعادة الشاكرين في العاجل والآجل، ويا شقاء الجاحدين في الدنيا وفي اليوم الآخر.
هذا وصلوا وسلموا على خير البرية












كلمات البحث

اسلاميات ، مواضيع عامة ، سيارات ، صحة ، تصميم





r,l sfH ,hgkulm hgjd gl da;v,ih Hl hgjd da;v,ih afg ,hgkulm r,g




 توقيع : تراتيل عشق


شكرآ للادارة ع التكريم

عذب الإحساس مشكور ع التصميم الرائع

رد مع اقتباس
قديم 03-20-2020, 08:50 AM   #2


الصورة الرمزية شيخة الزين
شيخة الزين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 42
 تاريخ التسجيل :  Feb 2020
 أخر زيارة : يوم أمس (07:26 AM)
 المشاركات : 119,161 [ + ]
 التقييم :  59807
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Cadetblue

الاوسمة

افتراضي



مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى


 

رد مع اقتباس
قديم 03-20-2020, 11:03 PM   #3


الصورة الرمزية ساهر الليل
ساهر الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Jan 2020
 أخر زيارة : 03-24-2021 (01:09 AM)
 المشاركات : 15,951 [ + ]
 التقييم :  5849
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Coral
افتراضي



جزاكم الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 03-20-2020, 11:03 PM   #4


الصورة الرمزية ساهر الليل
ساهر الليل غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 15
 تاريخ التسجيل :  Jan 2020
 أخر زيارة : 03-24-2021 (01:09 AM)
 المشاركات : 15,951 [ + ]
 التقييم :  5849
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Coral
افتراضي



جزاكم الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
تحياتي


 

رد مع اقتباس
قديم 03-21-2020, 12:21 AM   #5


الصورة الرمزية نقاء
نقاء غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 14
 تاريخ التسجيل :  Jan 2020
 أخر زيارة : 04-07-2021 (11:30 PM)
 المشاركات : 53,646 [ + ]
 التقييم :  27692
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Darkred

الاوسمة

افتراضي



سعدت بتواجدي بطيات متصفحك
سلمت اناملك ع الطرح الجميل والمميز
لك احترامي وتقديري


 

رد مع اقتباس
قديم 03-26-2020, 06:47 PM   #6


الصورة الرمزية عشق الليالي
عشق الليالي غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 51
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 أخر زيارة : اليوم (07:37 PM)
 المشاركات : 21,666 [ + ]
 التقييم :  12055
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Male
 MMS ~
MMS ~
لوني المفضل : Darkgreen

الاوسمة

افتراضي



سلمت اناملك
كل الشكر على روعة الإبداع
وجمال طرحكـ
في انتظار المزيد من جديدك الراقي
لروحك جنائن الياسمين


 

رد مع اقتباس
قديم 04-10-2020, 07:48 PM   #7


الصورة الرمزية غصة حنين
غصة حنين غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 73
 تاريخ التسجيل :  Apr 2020
 أخر زيارة : 04-13-2024 (03:52 AM)
 المشاركات : 135,916 [ + ]
 التقييم :  58200
 الدولهـ
Saudi Arabia
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Palevioletred

الاوسمة

افتراضي



نَسألْ الله أنْ يجَعلُها.. فِيْ ميزان حَسنَاتك..
وَيجَعل الله الفَردَوسِ الأعَلى سَكَنُك


 

رد مع اقتباس
قديم 05-30-2020, 10:06 PM   #8


الصورة الرمزية Egy Dot
Egy Dot غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 20
 تاريخ التسجيل :  Jan 2020
 أخر زيارة : 04-11-2021 (02:13 AM)
 المشاركات : 2,391 [ + ]
 التقييم :  110
 الدولهـ
Egypt
 الجنس ~
Male
لوني المفضل : Silver

الاوسمة

افتراضي



سيدى / سيدتى
طرح رائع ومفيد
تسلم الايادى المميزه
على كل ما تقدمه لنا
جزاك الله عنا كل خير
وأثابك حسن الدارين
ومتعك برؤية وجهه الكريم
شكرا جميلا لقلبك
ورضا ورضوان من الله تعالى
يعطيك /ـكِ ربى الف عافيه
مجهود اكثر من رائع ومتميز
تقبل /ـلى تحياتى واعجابى لشخصك الكريم
مر من هنا



 
 توقيع : Egy Dot








رد مع اقتباس
قديم 04-28-2023, 02:19 AM   #9


الصورة الرمزية تراتيل عشق
تراتيل عشق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 أخر زيارة : يوم أمس (10:04 PM)
 المشاركات : 150,685 [ + ]
 التقييم :  47318
لوني المفضل : Cadetblue

الاوسمة

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخة الزين مشاهدة المشاركة
مُزْنٌ يَهْطُل وشَلآلٌ يَتَدَفَقْ
بَطِرُحَآتِكْ الْرَآئِعَةْ الْجَمِيلَةَ
بِإخْتِيَآرْ يَفُوقْ الْوَصْفْ والْتَعْبِيِرْ
فَإلَى الأَمَآمْ بِإنْتِظآرِ جَدِيِدِكْ بِشَوقْ
وفَقِكْ الْلَه تَعَآلَى
اسعدني مرورك العطر وتواجدك الراقي
كل الشكر والتقدير


 
 توقيع : تراتيل عشق


شكرآ للادارة ع التكريم

عذب الإحساس مشكور ع التصميم الرائع


رد مع اقتباس
قديم 04-28-2023, 02:19 AM   #10


الصورة الرمزية تراتيل عشق
تراتيل عشق غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Mar 2020
 أخر زيارة : يوم أمس (10:04 PM)
 المشاركات : 150,685 [ + ]
 التقييم :  47318
لوني المفضل : Cadetblue

الاوسمة

افتراضي



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ساهر الليل مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا
وجعله فى ميزان حسناتك
تحياتي
اسعدني مرورك العطر وتواجدك الراقي
كل الشكر والتقدير


 
 توقيع : تراتيل عشق


شكرآ للادارة ع التكريم

عذب الإحساس مشكور ع التصميم الرائع


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم استعمال بعض العطور التي تحتوي على شيء من الكحول نقاء ıl ıl فتاوى إسلامية ıl ıl 11 09-17-2021 07:58 AM
افضل الالوان التي يمكنك إرتداؤها شيخة الزين ♫ıl عزف أنآقة آدم ıl♫ 6 08-22-2020 10:07 PM
أزمة القراءة التي لا تنتهي عذب الإحساس ♫ıl عزف تطوير الذآت ıl♫ 13 06-02-2020 10:29 AM
أصعب اللغات التي يمكن تعلمها عذب الإحساس ♫ıl عزف اللغآت الأجنبية ıl♫ 13 03-15-2020 06:35 AM
بعض الاسئلة التي لم تفكرو بها واجوبتها عذب الإحساس ♫ıl عزف المعلومآت العاآمة ıl♫ 12 03-10-2020 09:04 AM


الساعة الآن 11:56 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.2 OPS BY: ! ωαнαм ! © 2010
User Alert System provided by Advanced User Tagging (Lite) - vBulletin Mods & Addons Copyright © 2024 DragonByte Technologies Ltd.
vEhdaa 1.1 by rKo ©2009